حقق المنتخب السعودي تحت 19 عامًا إنجازًا مهمًا بتتويجه بلقب كأس الخليج للشباب في نسختها الأولى. هذا التتويج لم يكن مجرد فوز بكأس، بل يحمل في طياته دلالات فنية وتنظيمية، ويكشف عن ملامح جيل قادر على قيادة مستقبل الكرة السعودية. المباراة لم تكن مجرد نهائي شبابي، بل تحولت إلى مناسبة جماهيرية، خاصة مع الحضور الجماهيري الكبير الذي ملأ مدرجات الملعب، وساند منتخبه حتى اللحظة الأخيرة، سواء الجماهير السعودية أو اليمنية. وقد استفاد المنتخب السعودي من ميزة اللعب على أرضه وبين جماهيره، وحافظ على رباطة جأشه على الرغم من الطرد الذي تعرض له الزرنوخ في الدقائق الأخيرة. التتويج يكتسب أهمية مضاعفة، لكونه اللقب الأول في تاريخ البطولة الخليجية للشباب، مما يمنح المنتخب السعودي مكانة ريادية في سجل المسابقة. كما أنه يعكس نجاح سياسة الاتحاد السعودي لكرة القدم في الاستثمار بالفئات السنية من خلال برامج الإعداد والمعسكرات الخارجية، وتطوير الكوادر التدريبية. وعلى الرغم من الخسارة، فإن المنتخب اليمني خرج مرفوع الرأس، فوصوله إلى النهائي في حد ذاته يعد إنجازا يعكس تطور الكرة اليمنية في فئة الشباب، ويؤكد أن المنافسة الخليجية لن تكون سهلة في السنوات المقبلة. الأداء القوي الذي قدمه المنتخب اليمني أضاف قيمة للبطولة، ومنحها طابعًا تنافسيًا حقيقيًا. التتويج الخليجي ليس سوى محطة أولى أمام هذا الجيل السعودي الواعد، فالاختبار الحقيقي سيكون في البطولات الآسيوية والدولية، حيث ستزداد صعوبة المنافسة. وإذا استمر الدعم الفني والإداري بالوتيرة نفسها، فإن كرة القدم السعودية مرشحة لتقديم أسماء جديدة قد تلمع قريبًا في المنتخب الأول. ونتمنى ألا يكون تتويج المنتخب السعودي تحت 19 عامًا بكأس الخليج للشباب مجرد إنجاز لحظي، وأن يكون بداية مشروع يؤكد أن قاعدة المواهب السعودية بخير. البطولة أظهرت منتخبًا منظمًا، وجماهير متعطشة، ومنافسة خليجية واعدة. ويبقى التحدي الأهم هو الاستمرارية.