كم من فكرة وُلدت من رحم المعاناة، أو من موقف عابر بسيط، فإذا بها تتحول إلى مقترح يخدم المصلحة العامة. هذا ما خطر ببالي وأنا أتابع آلية التطورات التي تعتمدها إدارة المرور بشكل عام، و"مرور العاصمة المقدسة" على وجه الخصوص، فدفعت بي إلى كتابة هذه المقترحات البسيطة، أطرحها آملاً أن تلقي آذانًا صاغية وتقديرًا للفكرة. المقترح الأول يتمحور حول إسقاط مخالفة عدم تجديد رخص السير عند المبادرة بالتجديد، مع أن إدارة المرور تقوم – مشكورة – بإرسال رسائل نصية تنبيهيه قبل انتهاء صلاحية استمارة أو رخصة المركبة، وذلك لإشعار السائق بقرب موعد التجديد، وبمدة زمنية كافية بلا شك للقيام بالإجراء المطلوب، غير أن مشاغل الحياة وضغوطها، وتراكم الالتزامات، قد تجعل البعض يغفل أو ينسى، وربما يؤجل التجديد بحكم التسويف حتى ينتهي التاريخ المحدد، دون قصد أو تعمد منه، وهنا تُسجَّل عليه مخالفة عدم التجديد، رغم أن الدافع في الغالب ليس الإهمال المتعمد، بل ظروف عارضة. ومن هذا المنطلق، أرى – والرأي قابل للنقاش والأخذ والرد بل قابل للرفض– أن يتم إسقاط مخالفة عدم التجديد إذا بادر السائق إلى تجديد الرخصة أو الاستمارة بعد اقرار المخالفة طالما أن ذلك لم يكن عن قصد أو إهمال متكرر، أما إذا تكررت المخالفة مع الشخص نفسه، فعندها يُلزم بدفع الغرامة المقررة. المقترح الثاني لقد شهدت شوارع مكةالمكرمة الداخلية مؤخرًا استحداث نقاط تحكم في إشارات المشاة، وهي خطوة حضارية من شأنها الحد من معاناة المشاة في عبور الطرق، إضافةً إلى توفير تكاليف إنشاء جسور المشاة والتي يصعب إنشاؤها بالأساس في بعض الشوارع الصغيرة، غير أن سوء استخدام هذه الخدمة أدى إلى حدوث حوادث وتكدس للسيارات وظهور حالات ازدحام، ربما نتيجة لغياب توقيت منظم لجهاز عملية العبور، فمثلًا، إذا أراد عشرة أشخاص عبور الشارع، يُفترض أن يعبروا جميعًا في وقت واحد، بدلًا من عبور كل شخص بشكل منفرد على فترات متباعدة، ما يوقف حركة السيارات عدة مرات لكل فرد. المقترح الثالث والأخير: شارع عتاب الأموي، بحي ولي العهد بمكةالمكرمة، فقد أنشئ هذا الطريق بتصميم متقن وترصيف جيد، تتوسطه جزيرة طويلة على امتداده، كانت هناك عدة منعطفات في بداية الأمر تشكل مخرجًا لسكان الحي للالتفاف لكن - مع الأسف- أغلقت جميع هذه المنعطفات، ما أجبر السائق علىالاستمرار في السير والنزول حتى نهاية الشارع إلى (طريق الليث) ومن ثم الانعطاف يسارًا إلى الشارع الموازي، والسير عكس الاتجاه، في مخالفة صريحة لقواعد السير، نأمل من إدارة المرور إعادة النظر في هذه المسألة، وفتح المنعطفات مع إضافة مطبات اصطناعية لضبط سرعة المركبات أثناء الانعطاف، بما يحقق الانسيابية المرورية ويحافظ على سلامة المشاة في الممشى أسوة بممشى حي الشوقية.