تتواصل المساعي الإقليمية والدولية لطرح مبادرات تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة وتخفيف الأزمة الإنسانية المتفاقمة، فيما يواجه فريق التفاوض الإسرائيلي انقساماً داخلياً بشأن إمكانية إحراز تقدم حتى في حال عرض اتفاق جزئي. ومن جهة أخرى انضمت النجمة العالمية مادونا إلى قائمة متزايدة من المؤثرين والفنانين الذين يطالبون بإنهاء معاناة المدنيين في غزة، حيث دعت البابا فرنسيس لزيارة القطاع المحاصر وإيصال رسالته الإنسانية مباشرةً للأطفال. وأكدت المغنية أنها لا تنحاز لأي طرف في الصراع، مشيرة إلى أن هدفها الوحيد هو حماية الأطفال من الموت جوعًا. كما أبدت تضامنها مع جميع الأمهات، بمن فيهن أمهات الرهائن. مبادرة الإفراج وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، عرضت مصر على حركة حماس مبادرة تشمل الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين لدى الحركة، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين ونزع سلاح حماس، مع خطة انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من القطاع تحت إشراف عربي وأمريكي. والمصادر ذاتها أشارت إلى أن الخلافات داخل فريق التفاوض الإسرائيلي تتمحور حول جدوى التقدم في المفاوضات حالياً، حتى بوجود اتفاق محدود، فيما لم تكشف تفاصيل إضافية عن طبيعة هذه الخلافات. وفي المقابل، لم تصدر حماس تعقيباً فورياً على المبادرة، لكنها سبق أن رفضت في مناسبات سابقة أي شروط تتعلق بنزع سلاحها أو انسحابها من القطاع، مؤكدة أن أي ترتيبات مستقبلية يجب أن تتم بتوافق فلسطيني. واقع يزداد قتامة ويأتي نداء مادونا في وقت تتفاقم فيه الأزمة الإنسانية في غزة، حيث حذر الأطباء وعمال الإغاثة من وفاة أطفال لم يعانوا من أمراض سابقة نتيجة سوء التغذية. وتشير بيانات الأممالمتحدة إلى تشخيص أكثر من 5000 طفل بسوء التغذية في مايو الماضي، في حين يرجّح أن الأعداد الحقيقية أعلى بكثير، مع عجز المراكز الطبية عن توفير العلاج بسبب نقص الإمدادات الأساسية. المجاعة القاتلة ومنذ بدء الهجوم الإسرائيلي البري والجوي في أكتوبر 2023، نزح معظم سكان غزة البالغ عددهم نحو مليوني نسمة، فيما أدت القيود على دخول المساعدات إلى شح حاد في الغذاء. ورغم نفي إسرائيل وجود مجاعة، تؤكد منظمات إنسانية أن الوضع وصل إلى مستويات حرجة، متهمةً الحصار وتعطيل الإمدادات بأنه السبب الرئيسي لانتشار الجوع. دعوات دولية والبابا فرنسيس الذي جدد مؤخرًا دعوته لوقف فوري لإطلاق النار واحترام القوانين الإنسانية، دعا المجتمع الدولي للعمل العاجل لحماية المدنيين. ويأمل ناشطون إنسانيون أن تؤدي رسائل من شخصيات بارزة، مثل مادونا، إلى زيادة الضغط على الأطراف كافة للسماح بوصول الإغاثة وإنقاذ آلاف الأرواح المهددة بالجوع. خطة توسعية وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن خطة لتوسيع العمليات العسكرية بهدف السيطرة على مدينة غزة، التي تُعد أكبر مدن القطاع الفلسطيني، بهدف تفكيك آخر معاقل حركة حماس داخل المدينة ومخيماتها. وشدد نتنياهو على إنشاء ممرات ومناطق آمنة لإتاحة الفرصة للمدنيين لمغادرة المناطق المستهدفة. وتُعد مدينة غزة من أكثر المناطق كثافة سكانية في القطاع، حيث يقطنها أكثر من 760 ألف نسمة وفق الإحصائيات الفلسطينية قبل اندلاع الحرب. ومع استمرار الصراع لأكثر من 22 شهراً، تصاعدت أعداد النازحين المتجهين إلى المدينة هرباً من القصف، مما أدى إلى اكتظاظها بخيام وملاجئ مؤقتة غالباً ما تُقام فوق أنقاض مبانٍ دُمرت جراء الغارات الإسرائيلية. صعوبات لوجستية ويرى جنرال إسرائيلي سابق أن السيطرة على غزة تشكل تحدياً إنسانياً كبيراً، خاصة مع وجود نحو 300 ألف مدني لا يزالون داخل المدينة رغم الحث على النزوح. حاولت إسرائيل دفع السكان إلى مناطق جنوبية اعتُبرت "آمنة وإنسانية"، إلا أن هذه المناطق تعاني من اكتظاظ شديد، مما يجعل استقبال مزيد من النازحين أمراً غير ممكن. وأعرب خبير إسرائيلي آخر عن قلقه من الأزمة الإنسانية التي قد تتفاقم بسبب نزوح أعداد كبيرة إلى جنوب القطاع، حيث يتوفر عدد محدود من مراكز توزيع المساعدات التي تعتزم الجهات الإنسانية زيادتها. لكن مواقع التوزيع هذه تعرضت لنيران إسرائيلية، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من المدنيين في مناطق وصفتها منظمات حقوقية بأنها "مصائد للموت". السيطرة العسكرية وفي تصريحاته الأخيرة، أكد رئيس هيئة الأركان إيال زامير قدرة الجيش على السيطرة على مدينة غزة، مستنداً إلى خبرة العمليات السابقة في خان يونس ورفح جنوب القطاع، معتبراً أن قواته قادرة على تنفيذ خطة السيطرة الجديدة رغم التحديات الكبيرة. حيث حذرت خبراء دوليون من احتمال وقوع كارثة إنسانية واسعة النطاق وخسائر مادية هائلة في المدينة. تعاني غزة من: • نقص حاد في الغذاء والإمدادات الأساسية بسبب الحصار المستمر. • ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال، مع وفاة عديد منهم بسبب نقص الرعاية الصحية. • نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، مما يزيد من معاناة المرضى والمصابين. • نزوح واسع للسكان داخل القطاع بسبب تدمير المنازل واشتداد القصف. • تعطيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل متكرر، مع محاولات السيطرة على توزيعها. • انعدام الكهرباء والمياه الصالحة للشرب، مما يزيد من صعوبة الظروف المعيشية. • تدهور الخدمات الصحية والتعليمية بسبب نقص الموارد والأضرار المادية. • انتشار الأمراض والأوبئة نتيجة سوء التغذية ونقص النظافة.