تتميز محافظة الدرب شمال منطقة جازان بالعديد من العادات والتقاليد الشعبية القديمة المتوارثة، ومنها الختان وتقاليده المعروفة باسم الهود، وخصوصًا في قرى سمرة والردحة وريم، والتي لا تزال قائمة حتى اليوم، في الماضي كانت هذه المناسبة تستمر أسبوعًا كاملًا، تبدأ مراسيمها بدعوة المشايخ والأقارب والأصدقاء من قبل أهل المختون، حيث يتم تحديد موعد الختان مسبقًا، وعند وصول المدعوين، يسارع أهل القرية أو الحي لاستقبالهم والترحيب بهم، ويطلق على هؤلاء الضيوف اسم المطاليب، وهي من مناسبات الأفراح المعروفة قديمًا. فرح وسرور رصدت صحيفة الوطن إحدى مناسبات هود الختان في قرية سمرة الجد، حيث لا يزال الأهالي محافظين على العادات والتقاليد الأصيلة، وأوضح الختين خالد شقافي، البالغ من العمر 19 عامًا، أنه أُقيمت له هذه المناسبة بعد ختانه، حيث اجتمع أهالي القرية والقرى المجاورة كبارًا وصغارًا في أجواء من الفرح والسرور. وأشار إلى أن تأخره في إجراء الختان حتى هذه السن كان بسبب وفاة والدته في طفولته، وانتقال رعايته إلى جدته، لكنه أتم الطهارة مؤخرًا وهو بخير، ووجّه شكره لكل من شاركه هذه المناسبة السعيدة من مشايخ وأهل وجيران على وقوفهم معه في هذا الهود الكبير، مبينًا أنه أُجري له الختان في المستشفى، ثم أقيمت له الاحتفالية كما جرت العادة، متضمنة لعب العرضة والسيف، وغيرها من الرقصات الشعبية. عادات وتقاليد متوارثة يقول ناصر قاسم الحدري، أحد كبار السن في القرية، إن هذه المناسبة من العادات والتقاليد القديمة المتوارثة في أغلب قرى محافظة الدرب، ولا تزال تُقام في قرية سمرة، ويؤكد أن الأهْواد في الختان تعد من مناسبات الفرح والسرور، وترمز للشجاعة والكرم، وعلى الرغم من أن الختان أصبح يُجرى للأطفال منذ الولادة في المستشفيات مع التطور الحديث، فإن الحفاظ على العادة القديمة بإقامة الهود واللعب والرقصات الشعبية لا يزال مستمرًا، بحسب إمكانيات صاحب المناسبة، بعيدًا عن البذخ والإسراف، وذلك بهدف صون الموروث الشعبي وعادات الآباء والأجداد. باللباس الشعبي والعصايب يضيف الحدري أن الجميع، من كبار السن والشباب، يحرصون على حضور مناسبة الهود بكامل أناقتهم باللباس الشعبي القديم المميز لأهالي القرية، واضعين على رؤوسهم العصايب المصنوعة من النباتات العطرية، ومتوشحين بالجنابي والسيوف التي ورثوها عن أجدادهم، في رمزية للشجاعة. وتستمر الرقصات الشعبية، كالعرضة والسيف، منذ بداية المناسبة وحتى نهايتها، قبل أن يتوجه الضيوف للمشاركة في الوليمة المعدة خصيصًا لهذه المناسبة، والتي يتم تجهيزها بمساهمة من أهل وجيران المختون.