فيما انطلقت أخيرًا، فعاليات مهرجان «ليالي الشعبة» في أعلى قمة جبل الشعبة، شمال واحة الأحساء الزراعية، تزامنًا مع تسجيل درجات حرارة مرتفعة خلال ساعات الظهيرة، تتجاوز ال 45 درجة مئوية، يشهد موقع فعاليات المهرجان في أعلى قمة -والتي تطل على الواحة الزراعية- تدفقًا من الزوار من كل الفئات العمرية خلال ساعات المساء، وتشتمل الفعاليات على حزمة من الأنشطة الترفيهية والسياحية، وعربات التنقل، وعربات المأكولات. إطلالتها الجميلة أكد الخبير في الطقس عبدالعزيز الكريدا، أن هناك فرقًا كبيرًا بين أعلى الجبل وسطح الأرض أسفله، مؤيدًا إطلاق الفعاليات والمهرجانات الصيفية على سطوح المرتفعات في الصيف، وتحديدا في المرتفعات التي يسهل الوصول إليها وذلك لاعتدال أجوائها ولإطلالتها الجميلة. أجواء ألطف قالت أستاذ المناخ المساعد الدكتورة أفنان الملحم: هناك فرق فعلاً بين درجة الحرارة في المناطق الجبلية مقارنة بالمدن الساحلية، وبسبب ذلك يستحق الصعود إلى الجبال بحثًا عن أجواء ألطف، موضحة أن هناك علاقة علمية ثابتة بين الارتفاع عن سطح الأرض وبين انخفاض درجات الحرارة، وهي: «كل ارتفاع بمقدار 150 مترًا، يؤدي لانخفاض يقارب 1 درجة مئوية في الحرارة»، مستشهدة في ذلك عمليًا من منطقتنا: مدينة الدمام الساحلية (تقع تقريبًا عند مستوى سطح البحر)، وجبل الشعبة في وسط واحة الأحساء الزراعية (يبلغ ارتفاعه نحو 250 مترًا)، عندما تكون درجة الحرارة في الدمام ظهرًا 45 درجة مئوية، تكون الحرارة أعلى جبل الشعبة، وفق الحساب التالي: 250 مترا ÷ 150 مترا = 1.6 درجة فرق تقريبًا. 45 درجة - 1.6 درجة = 43.4 درجة مئوية تقريبًا أعلى الجبل. التأثير الحسي أضافت الملحم، رغم أن الفرق الرقمي يبدو بسيطًا، إلا أن التأثير الحسي فعّال، ففي المرتفعات الجبلية تقل الرطوبة، ويُصبح الهواء أكثر حركة، ما يجعل الشعور العام ألطف كثيرًا، خصوصًا في المساء، مؤكدة أنه يُفضّل فعلًا إقامة فعاليات ومهرجانات في المرتفعات الجبلية خلال الصيف، والمرتفعات مثل جبل الشعبة.