مع استمرار الجمود في ملف إيران النووي، تتكشف ملامح الاقتراح الأمريكي الجديد المقدم لطهران، في محاولة للحد من التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط ووقف اندفاع إيران نحو العتبة النووية. ورغم أن فرص التوصل إلى اتفاق لا تزال غامضة، فإن التفاصيل التي بدأت تظهر تشير إلى إطار تفاوضي غير تقليدي، تسعى من خلاله إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى احتواء الأزمة عبر حل دبلوماسي متعدد الأطراف. حيث كشفت تقارير متقاطعة، أبرزها ما نشره موقع «أكسيوس»، عن عرض أمريكي يشمل تشكيل اتحاد نووي إقليمي، يضم إيران وعدة دول خليجية، لتخصيب اليورانيوم خارج الأراضي الإيرانية. الاقتراح الأمريكي وبحسب مصدر أمريكي، فإن الاتحاد سيكون تحت رقابة دولية صارمة، وربما على «جزيرة» لم يتم الكشف عن موقعها بدقة حتى الآن. ويتضمن العرض السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة لا تتجاوز 3 %، وهي أقل من المستوى المطلوب لصناعة الأسلحة، وتكفي لتشغيل مفاعلات طاقة سلمية. ومع أن هذه النسبة أقل بكثير من التخصيب الحالي لدى إيران (60 %)، فإنها تُمثّل تنازلًا أمريكيًا نسبيًا بعد سنوات من الدعوات الغربية لتفكيك كامل للبرنامج الإيراني. تحرك دبلوماسي تسعى واشنطن، من خلال مبعوثها إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف إلى التوصل لصيغة تضمن تقليص قدرات إيران النووية مقابل تخفيف تدريجي للعقوبات الاقتصادية، التي أثقلت كاهل الاقتصاد الإيراني ودفعت البلاد إلى حافة الانهيار. في المقابل، تصاعدت التحذيرات من أن فشل هذه المساعي قد يفتح الباب أمام خيارات عسكرية، سواء من إسرائيل أو الولاياتالمتحدة، تستهدف منشآت نووية حساسة داخل إيران، في وقت تهدد فيه طهران بتقليص تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. تباين وتلميحات في الداخل الإيراني، بدأت وسائل الإعلام القريبة من التيار المحافظ، مثل «برس تي في»، بتسليط الضوء على بعض تفاصيل العرض، وهو ما فسّره مراقبون بأنه تمهيد لامتصاص الرأي العام الداخلي تجاه صفقة قد تتضمن تنازلات سيادية. وكشف عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، أبوالفضل زهرهوند، أن العرض الأمريكي يتضمن إنشاء اتحاد نووي بمشاركة دول كبيره مع بقاء عمليات التخصيب تحت إدارة غير إيرانية. خطر التصعيد يتزايد القلق الدولي من إمكانية اندفاع إيران نحو صنع قنبلة نووية، خصوصًا مع امتلاكها كمية كافية من اليورانيوم عالي التخصيب. ويخشى مراقبون من أن أي انهيار في المسار التفاوضي قد يؤدي إلى فرض عقوبات أممية تلقائية، أو حتى إلى اشتعال مواجهة إقليمية أوسع. كما أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تواجه قريبًا ضغوطًا من دول غربية لطرح الملف أمام مجلس محافظيها، وربما دفع نحو إعادة فرض عقوبات الأممالمتحدة، التي تنتهي آلية تفعيلها التلقائي في أكتوبر المقبل. نفاد الوقت كتبت كيسلي دافنبورت، مديرة السياسات في جمعية الحد من الأسلحة، أن الوقت يضيق أمام مفاوضات فعالة: «إيران تقترب من امتلاك قدرات ردع نووية، والمسؤولون يتحدثون علنًا عن القيمة الأمنية للسلاح النووي... أي تصعيد خاطف قد يجهز على فرص التفاوض ويزيد خطر الحرب». تفاصيل العرض الأمريكي لإيران: 1. تشكيل اتحاد نووي إقليمي تحت إشراف أمريكي ودولي. 2. نقل عمليات التخصيب خارج إيران إلى جزيرة لم يُعلن عنها بعد. 3. السماح بتخصيب محدود بنسبة لا تتجاوز %3، بعيدًا عن مستويات صناعة الأسلحة. 4. عدم امتلاك إيران لأجهزة طرد مركزي خاصة بها داخل أراضيها ضمن الاتفاق. 5. مراقبة مستمرة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمنع أي انحراف عن الاستخدام السلمي. 6. الاتفاق لا يتضمن حاليًا برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، لكنه قد يكون جزءًا من مفاوضات لاحقة. 7. تخفيف تدريجي للعقوبات الأمريكية مقابل التزام إيران بشروط الاتفاق. 8. الاتفاق يُقدَّم كبديل للاتفاق النووي لعام 2015 الذي انسحبت منه واشنطن في عهد ترمب.