الحياة مليئة بالغرائب والعجائب قد نشاهد أو نتعرض لأشياء غير طبيعية من أناس ربما يكون لديهم جهل أو حقد أو سوء فهم، أو إنسان غير سوي يتعرض لك بالشتائم والسباب أو يعتدي على مالك أو نفسك بأي شكل من الإشكال.. بماذا نعالج مثل هذه الحالات؟ ليس من الحكمة الانفعال والرد المباشر أو الغضب الشديد من هذا التصرف بل يجب علينا الصبر ومعالجة الأمر بما نراه مناسبًا.. قد يتصور كثير من الناس أن خيار عدم دفع السيئة بسيئة مثلها وعدم رد الإهانة بأضعافها أنه ضعف أو قلة حيلة! وقد يظنون أن خيار الإحسان مقابل الإساءة والحلم في مواجهة من جهل علينا انعدام حجة أو رضا بالهوان، والحقيقة غير ذلك ببساطة لأن السباب والتطاول على الناس والبغي في القول والتجاوز في اللفظ هين يحسنه كل إنسان، ليس صعبًا أن نسود الصفحات ونتكلم بشتى صنوف البذاءات والإهانات؟ فعلًا هذا أمر ليس صعبًا، لا تنقصنا المفردات ولا الألفاظ وتركيب الكلمات للرد، ولكن من يخضع للنفس الأمارة بالسوء ويستسلم للعصبية المقيتة ويطاوع نفسه بالرد على الإساءة بأضعافها، " يزيد الطين بلة" كما يقال. وما يجب تطبيقه على أرض الواقع ،التروي ومعالجة الأمور بحكمة وعدم رد الإساءة بإساءة قال تعالى: «فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ». يقول تعالى: افعل هذا الذي أمرتك به يا محمد من دفع سيئة المسيء إليك بإحسانك الذي أمرتك به إليه، فيصير المسيء إليك الذي بينك وبينه عداوة، كأنه من ملاطفته إياك. وبرّه لك، وليّ لك من بني أعمامك، قريب النسب بك، والحميم: هو القريب...... أسأل الله، عز وجل، أن يقينا شر أنفسنا وأن يعيذنا من سوء الأخلاق. إننا نحمل رسالة أخلاقية ولطالما كتبنا مذكرين إخواننا بهدي رسولنا، صلى الله عليه وسلم، وخلقه وحلمه وهو الذي قالت عنه زوجه، رضي الله عنها، إنه ما انتصر لنفسه قط إلا أن تنتهك حدود الله، وكان لا يقابل السيئة بمثلها ولا تزيده شدة الجهل إلا حلمًا أفنأمر الناس بالبر وننسى أنفسنا؟! نعم أحيانًا يكون من حقنا أن نرد الإساءة، وربنا يقول «وجزاء سيئة سيئة مثلها» لكنه يقول بعدها «فمن عفى وأصلح فأجره على الله» أنلام لأننا نتنازل عن حقنا أحيانًا بغية الإصلاح؟ لا أعتقد ذلك!