وهب الله تعالى هذه البلاد الكثير والكثير من مقومات السيادة والريادة. وقد شكل وجود الأماكن المقدسة فيها إلهامًا كبيرًا وركنًا متينًا في مسيرتها، حتى تبوأت مواقع التمييز بين الأمم على الأصعدة كافة وعلى مستوى العالم وهذا ليس بجديد على المملكة العربية السعودية. لكن ما تحقق في العقدين الأخيرين كان واضحًا وفارقًا، ما لفت الأنظار وكان موضع الاهتمام. لذلك لم يكن مستغربًا أن تكون هي الوجهة الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترمب في زياراته. لقد فرضت السعودية حضورها على الساحة بالعمل وبالمنجزات، حتى أصبح المشهد لا يكتمل إلا بوجودها، لقد عاصرنا ذلك عيانًا وشهد به العالم وقائعًا ومنجزات. هذا النجاح وذلك التميز الذي فاق حدود الوصف كان عرابه وقائده ولي عهدنا الملهم الأمير محمد بن سلمان الذي حلق بنا عاليًا، هذه الحقيقة شهد بها العالم وأدركها الرئيس الأمريكي في زيارته الأخيرة فعبر عنها بقوله «هل تنام في الليل؟» ليرد عليه ولي العهد مبتسمًا: «أحاول» لقد قالها ترمب واختصر المشهد: «يا له من عمل عظيم قمت به». هذا النجاح والتميز الذي تحقق لم يأت من فراغ بل كانت خلفه قيادة حكيمة سجلها ملوك هذا البلد ابتداء من المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز ومرورًا بمن تلاه من أبنائه البررة وحتى عهد الملك سلمان حفظه الله ونائبه ولي العهد الملهم الذي أطلق العنان لهذا الوطن فحلق عاليًا وذهب بنا بعيدًا. لذلك لم تكن السعودية هي الوجهة الأولى للرئيس الأمريكي ترمب وحسب بل للعالم بأسره، وهذا بفضل الله ثم بفضل القيادة الحكيمة، والاقتصاد القوي الذي تنوع وازداد قوة ومتانة حتى وصلنا إلى مرحلة لم نعد فيها بلد النفط وحسب. رحلة الإبداع والتميز تلك والتي بذل لأجلها الغالي والنفيس، استطاعت من خلالها الدولة الوصول إلى ما وصلت إليه اليوم من قوة في التأثير وقدرة على صنع القرار، لأجل ذلك تنال قصب السبق وتغرد دومًا خارج السرب، إنها الحقيقة التي تصدح بها الأرقام وتترجمها المنجزات والتي برهنت عليها وأكدتها زيارة الرئيس الأمريكي. الخطوات المذهلة جعلت السعودية تتصدر المشهد وتذهل ترمب وسواه، حينما نجحت السعودية في أداء أدوارها وأيضًا في تسجيل المواقف المشرفة والمميزة حتى وهي تقابل بالعقوق وسيل الجحود والنكران من بعض الأشقاء، غضت الطرف عن الكثير والكثير من الإساءات، والعقوق ولم تلتفت إليها بل لم تعرها أي اهتمام، انطلاقًا من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ودورها القيادي. لذلك ظل الموقف السعودي ثابتًا لا يتزعزع، لقد انتهج سياسة التغافل وهي في أوج القدرة والتمكن، الأمر الذي أذهل العدو قبل الصديق ورفع مكانتها.