وقف مساعدات الغذاء حكم بالإعدام يهدد ملايين المنكوبين

أوقفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مساعدات غذائية حيوية كانت تقدمها الولايات المتحدة عبر برنامج الغذاء العالمي، ما يهدد حياة ملايين البشر في مناطق منكوبة بالحروب والمجاعات.
وقد وصف برنامج الأغذية العالمي هذه الخطوة بأنها «حكم بالإعدام»، محذرًا من عواقبها الإنسانية الكارثية.
14 دولة
وأنهت الإدارة الأمريكية فجأة تمويل برامج الطوارئ التابعة لبرنامج الغذاء العالمي في دول مثل سوريا، اليمن، أفغانستان، وزيمبابوي، إضافة إلى 11 دولة أخرى تعاني من أزمات إنسانية حادة.
وشملت التخفيضات عقودًا بقيمة 230 مليون دولار في سوريا وحدها، منها مشروع بقيمة 111 مليون دولار كان يوفّر الخبز والطعام ل1.5 مليون شخص.
وأشارت وثائق رسمية إلى أن سبب الإلغاء هو «راحة الحكومة الأمريكية»، وأن القرار جاء بتوجيه من جيريمي لوين، أحد كبار مساعدي وزارة كفاءة الحكومة المرتبطة برجل الأعمال إيلون ماسك، والمكلف بإدارة خفض برامج الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID).
نداء استغاثة
لذا ناشد برنامج الأغذية العالمي، الذي يعد أكبر مزود للمساعدات الغذائية في العالم، الإدارة الأمريكية بالتراجع عن قرار التخفيض، مؤكدًا في بيان أن «هذا الإجراء قد يعني الموت جوعًا لملايين الأشخاص حول العالم».
وفي حين وجّه البرنامج شكره للولايات المتحدة على دعمها التاريخي، شدد على ضرورة استمرار الدعم في ظل تصاعد الأزمات.
مناطق النزاع
وبحسب مسؤولين أمميين وأمريكيين، تم تعليق جميع المساعدات الأمريكية لبرامج الغذاء في اليمن، بما في ذلك تلك التي وصلت إلى مراكز التوزيع. كما تأثرت برامج أخرى في لبنان والأردن، مما يُنذر بآثار قاسية على اللاجئين السوريين.
وفي أفغانستان، طالت التخفيضات 560 مليون دولار من المساعدات الإنسانية، شملت الغذاء، علاج سوء التغذية، المياه النظيفة، والرعاية الطبية.
وأوقِف أيضًا برنامج جامعي ممول من واشنطن كان يوفّر فرص تعليم لفتيات أفغانيات في الخارج.
الاستقرار العالمي
وحذّرت سيندي ماكين، رئيسة برنامج الأغذية العالمي، من أن التخفيضات قد «تقوض الاستقرار العالمي»، لا سيما أن المساعدات الإنسانية لطالما اعتُبرت وسيلة للحد من الهجرة الجماعية والتطرف والصراعات على الموارد. وأشار خبراء إلى أن هذه الإجراءات قد تُؤجج الأزمات بدلًا من تخفيفها، خصوصًا في مناطق مثل مخيم الهول في سوريا، حيث أُوقفت خدمات الرعاية والدعم النفسي الممولة من الولايات المتحدة، مما أثار مخاوف من حدوث أعمال شغب أو عنف داخل المخيم الذي يضم آلاف المشتبه بانتمائهم لتنظيم «داعش».
تمويل حيوي
وكانت الولايات المتحدة أكبر ممول لبرنامج الأغذية العالمي في عام 2023، إذ قدمت 4.5 مليارات دولار من أصل 9.8 مليارات تم جمعها عالميًا.
لكن وفقًا لتقارير داخلية، فإن إدارة ترمب تسعى لتقليص الدعم الموجه إلى قضايا اعتبرتها «ليبرالية» أو «غير ضرورية»، متهمة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بسوء إدارة الموارد.
صدمة في الأوساط الإنسانية
وتسببت الخطوة في صدمة كبيرة في أوساط المنظمات الإنسانية. وقال مسؤولون في الأمم المتحدة إنهم لم يتلقوا إنذارات مسبقة بالتخفيضات، التي قد تؤدي إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في مناطق تعتمد بشكل شبه كامل على المساعدات الخارجية.
في ظل هذا القرار، يبقى مصير ملايين البشر معلقًا، بينما يواصل برنامج الأغذية العالمي والمنظمات الإنسانية جهودها في محاولة لاحتواء آثار القرار والضغط لإعادة المساعدات المقطوعة.
• إدارة ترمب أوقفت مساعدات غذائية طارئة كانت تُقدم عبر برنامج الغذاء العالمي في 14 دولة، منها سوريا، اليمن، أفغانستان، ولبنان.
• برنامج الغذاء العالمي وصف القرار ب»حكم الإعدام» على ملايين يواجهون الجوع والموت.
• تم إلغاء عقود بمئات الملايين، منها عقد بقيمة 111 مليون دولار لتوفير الخبز ل1.5 مليون سوري.
• اليمن تأثر بالكامل بوقف المساعدات، بما فيها الأغذية التي وصلت إلى مراكز التوزيع.
• أُوقفت برامج في لبنان والأردن ما يهدد اللاجئين السوريين هناك.
• 560 مليون دولار من المساعدات أُلغيت في أفغانستان، بما يشمل الغذاء، العلاج، والمياه.
• برنامج لتعليم الفتيات الأفغانيات في الخارج أُلغي، ما يعرضهن لخطر العودة.
• الولايات المتحدة كانت أكبر ممول لبرنامج الغذاء العالمي ب4.5 مليارات دولار في 2023.
• القرار جاء لأسباب سياسية، مع اتهامات من إدارة ترمب للوكالة الأمريكية للإغاثة بالإسراف ودعم قضايا «ليبرالية».
• منظمات إنسانية حذرت من تداعيات كارثية تهدد الاستقرار العالمي وتفاقم الهجرة والتطرف.