(نومي ملخبط، مواصل، أنا ما نمت) يمكن هي من أكثر الجمل التي سمعناها أثناء إجازة عيد الفطر المبارك، ليس هذا العيد فقط بل هي عادة سنوية ولنكن أكثر واقعية نحن الشعب الأقل نوما في العالم بعد اليابان، حيث ينام اليابانيون بمعدل خمس ساعات و59 دقيقة ونحن في السعودية ننام ست ساعات وثماني دقائق في اليوم والليلة، يعني بفارق بسيط جدا عن اليابان وإلا كنّا في المركز الأول عالميا، هذا حسب إحصائية صدرت عام 2015 من تطبيق sleep cycle، وهذا ليس بواقع جيد ببساطة لأن قلة النوم له تبعات صحية غير جيدة. الناس تفضل الليل للاحتفالات والتجمعات وحتى السفر، الحياة الليلية عند البعض هي الحياة الأفضل حتى وإن كانت لديهم أعمال وارتباطات صباحية، فيقل نشاطهم وتركيزهم وبالتالي إنتاجهم، ويبقى الكافيين السلاح الذي ينجح في رفع معدل نبضات القلب ورفع ضغط الدم وزيادة النشاط! لكن يبقى عاجزا عن رفع مستوى الصحة العامة، إنما هو كرتق ثوبٍ ممزق. ربطت قلة النوم بتطور العديد من الأمراض والحالات المزمنة بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والسكري والاكتئاب والسمنة والسرطان. متطلبات الحياة أحيانا تساهم في تقليل ساعات الراحة والنوم، يُعتقد أن أكثر من مليار شخص على مستوى العالم يعانون من اضطرابات النوم لأسباب مختلفة. وفقًا لتقرير Sleep Cycle، لم تحقق أي دولة متوسط ثماني ساعات من النوم على أساس منتظم على الرغم من أن نطاق النوم الموصى به للبالغين هو من سبع إلى تسع ساعات في الليلة. كشفت دراسة أُجريت عام 2016 في مدينة الملك فهد الطبية بالرياض أن 41% من السعوديين يعانون من اضطرابات النوم، وشملت الدراسة مشاركين يبلغ متوسط عمرهم 34 عاما، وأوضحت الدراسة أن حوالي 55% من المصابين هم من النساء، وكشفت الدراسة أن أكثر من نصف المشاركين ينامون أقل من ست ساعات كل يوم، معظمها في وقت متأخر من الليل، كما كشفت أن الأشخاص العاطلين عن العمل يعانون من قلة النوم أكثر من العاملين. فإذا نظرنا في هذا نجد أن صحة المجتمع مهددة بالأمراض المزمنة، لكن قلة النوم ليست مجرد مشكلة صحية بل هناك آثار تراكمية على اقتصاد الدول فوفقا لتقرير عام 2016 الصادر عن معهد الأبحاث غير الربحي Rand Europe، كان الحرمان من النوم مرتبطا بشكل مباشر بانخفاض الإنتاجية. لو اعتبرنا أن اضطراب النوم هو مرض يجب علاجه لما له من تأثير كبير في جودة حياة الإنسان وصحته، وهو فعلا كذلك، فإننا نحتاج توفير طبيب مختص بطب النوم أو اضطراب النوم في كل منشأة صحية، ولكن هذا التخصص يواجه عددا من المعوقات، منها قلة الكادر الطبي والفني المتخصص وقلة الوعي باضطرابات النوم وعواقبها الخطيرة بين العاملين في مجال الرعاية الصحية وهيئات الرعاية الصحية وعامة الناس. كذلك تعد أبحاث النوم ضرورة لتقييم حجم المشكلة في المملكة العربية السعودية ولمساعدة مخططي الصحة الإستراتيجيين على تقدير العدد اللازم لمختصي اضطرابات النوم لتلبية الطلب المتزايد لهذا التخصص.