أوضح رئيس الهيئة العامة للطيران المدني المهندس عبدالله نور رحيمي ل"الوطن" أن قرار ترسية مشروع بناء الصالات الجديدة في مطار الملك عبدالعزيز بجدة انتقلت من الهيئة إلى اللجنة الوزارية التي تم تشكيلها للمشروع. ولم يحدد رحيمي موعداً للترسية ولكنه توقع أن يتم ذلك قبل نهاية العام الجاري خاصة وأن تقييم العروض المقدمة من الشركات التي تم تأهيلها للمشروع قد انتهى. وقال رحيمي: "انتهينا من تأهيل الشركات ومن وضعها في إطار المنافسة وقيمناها وانتهينا من كل هذا، والأمر الآن أصبح في يد لجنة وزارية مشكلة لإقرار المشروع و ترسيته". وجاءت تصريحات رحيمي خلال رعايته أمس لحفل تخريج أول دفعة من طلبة الأكاديمية السعودية للطيران المدني البالغ عددهم 90 طالبا في تخصصي المراقبة الجوية والإطفاء والإنقاذ. وكان رحيمي قد صرح لإحدى الصحف المحلية في أبريل الماضي أن الهيئة سترسي المشروع على أحد الشركات المتقدمة بنهاية الشهر نفسه ليتم بدء العمل فيه بعد ذلك بحلول شهر يوليو الجاري. وستتم ترسية المشروع على حزمتين مختلفتين وسبق أن أعلنت الهيئة عن التحالفات المتأهلة للمشروع التي تقدمت للمنافسة بعروضها الفنية والمالية لهما كالآتي: الحزمة الأولى وتقدمت لها مجموعة بن لادن السعودية، وشركة سعودي أوجيه المحدودة وشركة موري آند روبرتس وشركة المباني مقاولون عامون وشركة سفاري (تضامنية)، وشركة المقاولون المتحدون وشركة (TAV) للإنشاءات وشركة السيف وشركة الراجحي. وتقدمت نفس الشركات للحزمة الثانية مع إضافة شركة واحدة فقط وهي الشركة الصينية للاتصالات المحدودة. ويشمل مشروع مطار الملك عبدالعزيز الجديد ثلاث مراحل للتطوير تبدأ بتأمين منشآت جديدة بقدرة استيعاب 30 مليون مسافر سنوياً وهي المرحلة الحالية فيما ترفع المرحلة الثانية قدرته الاستيعابية ل 45 مليون مسافر سنوياً. والمرحلة الثالثة والمتوقعة سنة 2035 لاستيعاب 80 مليون مسافر سنوياً. ويجري العمل حالياً على إنشاء البنية التحتية للصالات الجديدة للمطار التي صاحبها استخراج كبير للنفايات وهو ما دفع أحد الصحفيين بسؤال رحيمي عن مدى خطورة الوضع. وقال رحيمي في رده حول مشكلة النفايات في المطار المصاحبة لعملية بناء الأساسات: "نحن نقوم بحفر الأرض لبناء الصالات الجديدة، وعملية الحفر تستلزم إخراج كميات كبيرة من النفايات من الأرض وهناك تنسيق بيننا وبين أمانة جدة لإيجاد طرق لردم هذه النفايات بحيث لا تؤثر على الجو في شمال جدة". وأضاف: "حتى نبني المطار فإننا نحتاج إلى الحفر حتى عمق 18 مترا وإذا لم نحفر فإننا لن نتمكن من بناء المطار وحتى ننهي المشروع يجب أن نعترف بوجود النفايات ونتعامل معها". وأوضح رحيمي أنه يجب أن لا ينظر للموضوع على أنه مشكلة إذ إن التعامل مع النفايات وردمها يتم حسب خطوات مدروسة. من جانب آخر أوضح رحيمي ل"الوطن" أن الأكاديمية الجديدة تم التخطيط لها بحيث تضيف ما يعادل من 200 وظيفة إلى قطاع الطيران سنوياً خلال السنوات العشر المقبلة. وأوضح رحيمي أن الاكاديمية الجديدة التي تمت إعادة تأسيسها على يد مؤسسات دولية من بينها شركة تاليس الفرنسية ستقدم التدريب في التخصصات الرئيسية التي يحتاجها القطاع وهي الإطفاء والأمن والمراقبة الجوية والاتصالات. وأكد رحيمي أن كل الخريجين من الأكاديمية سيتم توظيفهم مباشرة في مواقعهم في المطارات السعودية وسيكون تعيينهم على المرتبة السادسة. وقال رحيمي إن الاكاديمية تعمل حالياً على إقران التدريب داخل المملكة بالابتعاث الخارجي حيث ابتعثت الهيئة دفعة في الأسبوع الماضي إلى نيوزيلندا وبذلك سيتم تخريج دفعات من داخل المملكة ومن نيوزيلندا خلال السنوات الثلاث القادمة وهي مدة الدراسة في الأكاديمية. وبالحديث عن مستقبل الأكاديمية أوضح رحيمي أنها لن تكتفي بتدريب السعوديين حيث ستكون مفتوحة أمام الراغبين في دراسة هذه التخصصات من البلدان العربية والإسلامية.