القطار "العجوز" يهوي ب 44 مصابا

بعد أقل من يومين من حادثة اصطدام شاحنة بقطار المملكة الوحيد الواصل بين الدمام والرياض، وبعد انتقادات هيئة مكافحة الفساد لتعطل القطارات الجديدة، تعرض القطار الذي يتجاوز عمره الستين عاما ويقل 332 راكبا، أمس لحادث انقلاب أسفر عن تسجيل عشرات الإصابات إحداها في حالة حرجة.
واستنفر الحادث مستشفيات العاصمة التي أعلنت حالة التأهب القصوى لاستقبال الجرحى والمصابين، في وقت وقف فيه نائب أمير منطقة الرياض الأمير محمد بن سعد على عمليات إسعاف الجرحى في مقر المحطة الرئيسية لخطوط السكة الحديدية.
وأكد الناطق الإعلامي في هيئة الهلال الأحمر سعيد الغامدي ل"الوطن"، أن الحادثة عبارة عن انقلاب 8 عربات نتيجة الانحراف عن مسارها عندما كانت متوجهة من الدمام إلى الرياض.
وتضاربت المعلومات بين ما قدمه الهلال الأحمر بشأن أعداد المصابين وبين ما أعلنت عنه مديرية الشؤون الصحية بالرياض، ففيما ذكرت الجهة الأولى أن الحادث أسفر عن 44 إصابة، خرجت الثانية بمعلومات تؤكد تسجيل 34 إصابة فقط.
من جانبه قال الرئيس العام لمؤسسة الخطوط الحديدية بالنيابة المهندس حمد العبدالقادر، إن المؤسسة شكلت لجنة للتحقيق في ملابسات الحادثة، وتحديد حجم الخسائر.

القطار "الستيني" ينحرف.. ويصيب 44 راكبا
تضارب بين "الشؤون الصحية" و"الهلال الأحمر" حول أعداد المصابين * موظفون ل"الوطن": تلقينا أوامر بعدم قطع تذاكر جديدة لمدة 4 أيام
في حادث هو الأكثر مأساوية منذ سنتين، تعرض قطار الرياض- الدمام الذي يتجاوز عمره الستين عاما، لحادث انقلاب أسفر عن تسجيل عشرات الإصابات إحداها في حالة حرجة، واستنفر الحادث مستشفيات العاصمة التي أعلنت حالة التأهب القصوى لاستقبال الجرحى والمصابين، في وقت وقف فيه نائب أمير منطقة الرياض الأمير محمد بن سعد على عمليات إسعاف الجرحى في مقر المحطة الرئيسية لخطوط السكة الحديدية بالعاصمة.
فيما أكد الناطق الإعلامي في الهلال الأحمر بالعاصمة الرياض سعيد الغامدي ل "الوطن"، أن الحادثة كانت عبارة عن انقلاب 8 عربات نتيجة الانحراف عن مسارها عندما كانت متوجهة من الدمام إلى الرياض.
وتضاربت المعلومات بين ما قدمه الهلال الأحمر بشأن أعداد المصابين وبين ما أعلنت عنه المديرية العامة للشؤون الصحية بالرياض، ففيما ذكرت الجهة الأولى أن الحادث أسفر عن 44 إصابة، خرجت الثانية بمعلومات تؤكد تسجيل 34 إصابة فقط. وأوضح الناطق باسم الهلال الأحمر، أن الفرق الإسعافية توجهت لموقع الحادث الساعة 10.13 صباحاً ب18 فرقة إسعاف و4 فرق تدخل سريع وإسعاف جوي وفرقتين للقيادة الميدانية.
وقال إنه تم فحص ومعالجة 25 منها بمنطقة الفرز بالمحطة الرئيسة في الرياض، مشيراً إلى أن هناك تفاوتاً في طبيعة الإصابات ما بين طفيفة ومتوسطة، فيما نقلت 12 حالة عن طريق فرق الهلال الأحمر لمستشفيات الإيمان، الأمير سلمان، ومجمع الملك سعود الطبي، وقال إن هناك حالة واحدة خطيرة نقلت بالإسعاف الجوي من موقع الحادث، وأن هناك 7 حالات نقلت عن طريق وزارة الصحة.
وباشر الدفاع المدني بدوره حادث الانقلاب، فيما أكد الناطق الإعلامي بمديرية الدفاع المدني بالرياض النقيب محمد الحبيل الحمادي ل"الوطن"، أن الحادث أدى إلى احتجاز حالتين باشرهما الدفاع المدني وساهم بالتعاون مع الهلال الأحمر بإسعاف جميع الحالات ونقلها للمحطة الرئيسية بالرياض.
يأتي ذلك، فيما أعلنت المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض حالة الطوارئ في مستشفياتها على خلفية حادث القطار الذي وقع صباح أمس. وأوضح مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام الصحي والناطق الأعلامي بصحة الرياض سعد بن مسفر القحطاني، أنه تم توجيه جميع مستشفيات الرياض بإعلان حالة الطوارئ لاستقبال الحالات المصابة، وأشار إلى أنه تم نقل 12 حالة إلى مستشفى الإيمان منها 3 نساء إصاباتهن طفيفة وحالتان إلى مستشفى الأمير سلمان، ونقلت حالتان في حالة خطرة بواسطة الإخلاء الطبي إلى مستشفى الملك فهد بالحرس الوطني، وتم نقل 12 حالة إلى مدينة الملك سعود الطبية.
أما بقية الحالات فقد تم نقلهم إلى مستشفيات القطاع الخاص وهي مستشفى رعاية الرياض ومستشفى الحبيب ومستشفى المواساة وجميعهم كانت حالاتهم مستقرة.
ووقفت "الوطن" ميدانيا على إسعاف الحالات المصابة في المحطة الرئيسية للقطار بالرياض، وكشف بعض موظفي محطة السكة الحديدية إلى احتمالية توقف سير الرحلات، لمدة أربعة أيام وعلى حد قولهم جاءهم أمر بقطع التذاكر ابتداء من يوم الأحد القادم.
وروى جمال مصري الجنسية أحد مصابي الحادثة، تفاصيل الحادث، وقال إنه في تمام الساعة 9 صباحا انحرف القطار عن مساره مما أدى إلى خروجه من المسار، مبينا أن القطار لم يكن يشكو من شيء والخدمات كانت جيدة إلى أن وقع الحادث، مضيفا أن درجة الرحاب الذي هو فيها انحرفت كبقية العربات ماعدا عربتين كانتا على السكة منحرفتين قليلا، وقال استطعت كسر النافذة، وكانت هناك مسافة بين الأرض والنافذة قرابة 70سم استطعت الخروج من خلالها. وأشار جمال إلى أن الإصابات بين الركاب كانت من نصيب الرجال ولم تحدث إصابات خطرة أو وفيات، وقال انتظرنا بعد الحادث قرابة نصف ساعة إلى أن قدمت العربة البديلة التي أقلتنا إلى المحطة، حيث إن المسافة التي وقع بها الحادث كانت قريبة من الرياض وتتراوح ما بين 40 إلى 50 كيلومتر، مشيرا إلى احتمالية تعويض الركاب الذي كانوا على متن العربة.
من جانبه، أوضح أبو فهد أحد الموجودين في المحطة، أن قرار وقف الرحلات لمدة أربع أيام مشكلة كبيرة حيث إنه قطع التذاكر من أجل السفر على متن القطار، مبينا تخوفه من ركوب القطار بعد هذا الحادث، فيما أكد على ضرورة المضي لمعالجة المشكلة. وأبدى بعض المسافرين استياءهم من قرار تغيير سير برنامج الرحلات وتأجيلها إلى أربع أيام، وذلك حسب ما قال بعض موظفي الحجوزات في المحطة.
لجنة للتحقيق في الحادث وتحديد حجم الخسائر
قال الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية بالنيابة المهندس حمد العبدالقادر، إن المؤسسة شكلت أمس لجنة للتحقيق في ملابسات الحادثة، وتحديد حجم الخسائر الناتجة عنه وتحديد المسؤولية. وأضاف في اتصال هاتفي مع "الوطن"، أن اللجنة تضم مجموعة من الأعضاء من مختلف الإدارات في المؤسسة بجانب أعضاء من هيئة الخطوط الحديدية، مكتفيا بالإشارة إلى أن اللجنة باشرت أعمالها الميدانية للوقوف على الأسباب لاستكمال إجراءات التحقيق دون أن يعطي أي تفاصيل أخرى.
من جانبه، أوضح مدير العلاقات العامة بالمؤسسة المكلف محمد ياسين بوحليقة في بيان صحفي أمس، أن القطار كان في رحلة عادية بين الدمام والرياض مرورا ببقيق والهفوف وكان على متنه 332 راكبا عند وقوع الحادثة وقد تعرض بعض الركاب والطاقم لإصابات تفاوتت بين جروح خفيفة ورضوض ولم يسفر الحادث عن وفيات ولله الحمد. وبين أن الحادث الذي لم تعرف أسبابه حتى وقت إعداد البيان وقع في منطقة صحراوية تبعد عن الرياض 70 كلم تقريبا وفور وقوعه توجه فريق من فنيي المؤسسة إضافة إلى فرقة من الدفاع المدني وهيئة الهلال الأحمر والإسعاف الطائر وشرطة المؤسسة إلى الموقع لمباشرة الحادث والإشراف على إجلاء الركاب، فيما وجه الرئيس العام بالنيابة المهندس حمد العبدالقادر، بتوفير وسيلة نقل مناسبة لإجلاء الركاب على وجه السرعة وتوفير جميع التسهيلات لهم، حيث تم نقلهم إلى أحد القطارات الحديثة التي كانت موجودة في موقع التخزين ووصلوا إلى محطة الرياض باستثناء راكب واحد مصاب برضوض تم نقله بالإسعاف الطائر إلى أحد مستشفيات الرياض. وأفاد أن الحادث تسبب في إغلاق الخط الحديدي وتعليق جميع الرحلات من الرياض في هذا اليوم فيما يستمر تسيير القطارات بين الدمام وبقيق والهفوف فقط. وأكد بوحليقة، أن المؤسسة قامت بتوفير حافلات لنقل ركاب الرحلة رقم 3 من الهفوف إلى الرياض، فيما تم تعويض الركاب المسافرين على الرحلة رقم 4 المتجهة من الرياض إلى كل من الهفوف وبقيق والدمام عن كامل قيمة التذكرة، كما قامت بتوجيه رسائل قصيرة بالهاتف لمن لديهم حجوزات على الرحلات المقبلة خلال اليوم تتضمن إبلاغهم بإلغاء رحلاتهم وتعتذر لهم عما حصل مؤكدة على حقهم في استرجاع كامل قيمة التذكرة أو تحويلها على رحلة أخرى.
"تغريدات" تطالب بتدخل "مكافحة الفساد" ومحاسبة المقصرين
مغرد: بعد 61 عاما من دخوله الخدمة يبدو أن القطار قرر التقاعد من نفسه
الرياض: فاطمة باسماعيل
لم تكن حادثة انقلاب قطار الدمام الرياض جديدة على المشاركين في شبكات التواصل الاجتماعي، تويتر وفيسبوك، حيث كان نفس القطار سبب تندرهم مرارا وتكرارا، كونه الوحيد في المملكة وتقع له حوادث تصادم واحتراق وانقلاب أكثر من حوادث قطارات العالم مجتمعة، وارتفعت الأصوات مطالبة بتدخل هيئة الفساد ومحاسبة المسؤولين المقصرين. فمنذ الصباح الباكر تناقل المشاركون في تويتر صور القطار الذي غفا على رمال الصحراء الساخنة معلنا سخطه من وضعه البائس، وانهالت تعليقات "المتوترين" عليه، حيث اعتبر إبراهيم القحطاني أن القطار قرر إنهاء ملفه بنفسه والانتحار. أما هناء الزهير فتوقعت أن تصريحات المسؤولين هذه المرة ستعتبر القطار يعاني من أمراض نفسية، في إشارة للتنصل من الأسباب الحقيقية للكوارث المتكررة لهذا القطار، بينما ذهب فارس الناصر برأيه إلى أن القطار بعد خدمة 61 عاما، من الطبيعي أن يحيل نفسه للتقاعد، حيث دخل الخدمة عام 1951.
وعبر هاتشتاقين شارك "المتوترون" في تحليل مستقبل موضوع انقلاب القطار ودور هيئة مكافحة الفساد، حيث قال بندر الشهري "هل ستشارك مكافحة الفساد عملياً للتحقيق في حادثة انقلاب قطارالدمام الرياض‬‏ أم ستنتظر تحت أجهزة التكييف نتائج اللجان؟ فيما أكد محمد حمدان أن الحادثة ستسجل في غرائب تاريخ القطارات.." قطار ماشي لحاله وانقلب!!" . وحتى لا تضع اللوم على الجن أكدت الجوهرة بنت فهد، أن المفوضية العامة للجن تخلي مسؤوليتها من حادث القطار. وأبدى المشاركون استغرابهم كون القطار يسير على أرض وتحدث له هذه الحوادث، فكيف سيكون الحال لو سار على الجبال أو تحت الأنفاق؟