ما إن يقترب عيد الأضحى حتى ترتفع أسعار المواشي، وفي موسم الحج على وجه التحديد، ويمتد الغلاء حتى للخضار والمعلبات والحلويات والمخبوزات، وتسري للدواجن بل وتشمل حتى الأسماك استغلالاً لموسم الحج وتوافد ضيوف الرحمن، وحتى أوزان الخبز صارت تتناقص منذ زمن بعيد حيث وصل عدد الأرغفة لأربعة بدلاً من ثمانية! وبرغم الشكوى السنوية من ارتفاع الأسعار بهذا الموسم بالتحديد؛ إلا أننا لم نلمس تصرفاً مضاداً لكبح الأسعار استناداً على نظرية العرض والطلب. وأجدادنا يقولون: (دواء الغالي تركه) وقد يكون الاستعانة بالبدائل مجدياً، حيث وصل سعر الخروف إلى أكثر من ألفي ريال، وربما يتجاوز ذلك طالما تكاليف تربية للمواشي لدينا مرتفعة واستمرار الجفاف أو الحروب في الدول التي نستورد منها. لذا لابد من إعادة النظر في ديمومة الإسراف في الذبح للأضاحي، حيث الملاحظ عدم الاكتفاء بأضحية واحدة للأسرة كلها، بل إن الأب ينحر أضحيته، والأم والجد والجدة عدا الوصايا والوقف! ولا يتم توزيعها بحسب الهدي النبوي، بل تقام المآدب اليومية ليلاً ونهاراً طيلة أيام العيد، ومن ثم يشكو الناس من ارتفاع الكولسترول وأمراض القلب والسمنة والنقرس وغيرها من الأمراض المرتبطة بتناول اللحوم الحمراء. وفي حين يحمّل بعض الناس أنفسهم عبئاً عندما يلجؤون للاقتراض أو التذمر من غلاء الأضاحي والدعاء بالويل والثبور على الغلاء! فإننا لم نتوقف قط ونراجع ثقافتنا الاستهلاكية المرتبطة خطأ بأمور شرعية قد تكون مغلوطة، حيث الأضحية سُنّة مؤكدة وليست واجباً أو فرضاً، ويذبحها رب الأسرة في يوم النحر إحياء لسُنة نبوية لم يلزم بها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أحداً من أمته رفقاً بهم وتيسيراً عليهم.نسأل الله أن يلطف بالمسلمين، وهي مناسبة لأهنئهم في عيد الأضحى، وأرجوه تعالى أن يعم الأمن والسلام على العالم أجمع. نقلا عن الجزيرة