تراجعت أسعار حبوب اللقاح في أسواق الأحساء بنسبة 60%، بسبب توفر كميات كبيرة من الطلوع الذكرية وتراجُع الطلب، بعد أن قام عدد كبير من المزارعين بتلقيح نخيلهم خلال الفترة الماضية. وأوضح علي الخميس «بائع» أنَّ الطلب على حبوب اللقاح يصل ذروته في فبراير، وهي الفترة التي تتفتح فيها الأكماء الأنثوية، ويحرص عديد من المزارعين على تلقيح نخيلهم في تلك الفترة. وقال إنَّ هذه الفترة تشهد قلة في كمية المعروض في السوق، لذا يصل سعر الطلع الذكري إلى مائة ريال، فيما تبدأ الأسعار في التراجع خلال مارس الذي يشهد ازدياد كمية المعروض مع تراجع الطلب، ويصل سعر الطلع إلى أربعين ريالاً. وتشهد الفترة من منتصف فبراير حتى منتصف إبريل عملية تلقيح أكثر من ثلاثة ملايين نخلة في مزارع الأحساء، إذ يحرص المزارعون على تلقيح نخيلهم خلال تلك الفترة، التي تظهر وتتفتح فيها الأكماء الأنثوية للنخيل، عن طريق نقل حبوب اللقاح الذكرية إلى الأزهار الأنثوية، وتشهد الأسواق المتخصصة في الأحساء نشاطاً ملحوظاً خلال هذه الفترة من كل عام نظراً للإقبال الكبير على شراء حبوب اللقاح. وأوضح عدد من المزارعين أنَّ طلع النخيل الذكري الذي يتكون من غلاف خارجي وحبيبات صغيرة في الداخل، يعدُّ منتجاً اقتصادياً جيداً، فالحبيبات يستفاد منها في تلقيح النخيل، فضلاً عن علاج بعض الأمراض، فيما تتم الاستفادة من الغلاف الخارجي في إنتاج ماء اللقاح، من خلال غليها واستخراج الماء منها عن طريق التقطير، وينتج الغلاف الواحد ما لا يقل عن خمسة لترات من ماء اللقاح، ويباع اللتر الواحد بسعر ثلاثين ريالاً. ويعدُّ ماء اللقاح من المنتجات التي يحرص سكان المنطقة على شرائها، حيث تضاف إلى الماء أو الشاي لتغيير نكهته، كما يستخدم كعلاج لبعض الأمراض التي تصيب المعدة أو الصدر، وقد أسهم إقبال سكان المنطقة على ماء اللقاح في إنشاء مصانع صغيرة داخل بعض المزارع في المنطقة. يُذكر أنَّ طلع النخيل يحتوي على عديد من الفوائد الصحية والعلاجية، حيث أكَّدَت الدراسات والأبحاث التي تم إجراؤها أنَّ الطلع يحتوي على عديد من العناصر الغذائية كالسكريات والبروتينات والأملاح والكالسيوم، بالإضافة إلى فيتامين «ب، ج»، وقد أشارت إحدى الدراسات إلى أنَّ طلع النخيل يعدُّ مقوياً للجسم ويعالج الأعصاب والكُلى والمثانة، كما أن له دوراً كبيراً في علاج التهاب المرارة وأوجاع الصدر وتقوية القلب والمعدة والقضاء على العقم وتنظيم الطمث، وهو أحد أسرار كثرة توالد العرب.