روما – واس الاعتقاد بانقسام المعارضة لا يتفق مع واقع الائتلاف السوري. بعض الدول تزود النظام السوري بالسلاح والعتاد. الفئات المتطرفة تتلقى المعونات العسكرية من عدة مصادر. قال وزير الخارجية، الأمير سعود الفيصل، إن حجم المتطرفين في ساحة القتال السورية ليس بالمستوى الذي يصوره الإعلام الغربي، معتبراً أن الاعتقاد السائد بوجود انقسام داخل المعارضة السورية لا يتفق مع واقع نشوء الائتلاف السوري. وأكد وزير الخارجية، في كلمته خلال مؤتمر أصدقاء سوريا بالعاصمة الإيطالية روما التي وصلها أمس، إن «اجتماع اليوم (قاصداً أمس) يتسم بأهمية خاصة ويجب أن يكون حاسماً بالنظر لما تعكسه المرحلة الراهنة للأزمة السورية من تفاقم في الأوضاع، مع استمرار نهج النظام السوري في تعطيل وإفشال أي محاولة لتحقيق تسوية سياسية للأزمة والإصرار على المضي في فرض الحل العسكري بكل ما ينطوي عليه ذلك من سفك للدماء البريئة وتدمير للبلاد». ولفت إلى لجوء النظام السوري لاستخدام أنواع الأسلحة المدمرة كافة بما في ذلك صواريخ سكود ضد المدنيين ودون تفرقة، مضيفاً «هذا الأمر ترتب عليه ارتفاع مخيف في عدد الضحايا اقترب من معدل مائة ضحية في اليوم، في الوقت الذي تعمقت فيه المأساة الإنسانية ونتائجها على الدول المجاورة جراء تدفق اللاجئين إليها وانعكاسات ذلك على أمن واستقرار المنطقة عموماً». واعتبر «أنه مما يدعو للأسى، أن بعض الدول تقوم بالمساعدة في تزويد النظام بالسلاح والعتاد الذي يمكنه من الاستمرار في المذابح ضد الشعب السوري». الواقع قد يسوء وشدد الفيصل على أن الواقع المرير في سوريا لن يتغير بل قد يزداد سوءاً مالم يحسم المجتمع الدولي أمره في التحرك الجاد والسريع لوضع حد لهذه المأساة، وتابع «لم يعد هنالك أي خيار أمام المجتمع الدولي سوى مساعدة الشعب السوري وتمكينه من الدفاع عن نفسه». واستطرد قائلا «غير إننا وللأسف الشديد نُواجَه بموقف دولي خصوصا من الدول الفاعلة مازال يحجم عن توفير الحاجات الضرورية للشعب السوري لتمكينه من ممارسة حق الدفاع المشروع عن نفسه الذي تؤكد عليه الشرائع والقوانين كافة». وأكد أن هذا الموقف استند على فرضية لا أساس لها حول إمكانية أن ينتهي السلاح المقدم لعناصر المقاومة في سوريا إلى فئات ذات توجهات متطرفة أو متشددة مما يترتب عليه التمهيد لاعتلاء هؤلاء سدة السلطة. وأكمل «حقيقة الأمر أن مثل هذا يفتقر إلى المنطق، فمن ناحية فإن حجم المتطرفين في ساحة القتال السورية ليس بالمستوى الذي يصوره الإعلام الغربي، ومن ناحية أخرى فإن هذه الفئات تتلقى- على أي حال- حاجتها من المعونات العسكرية من عدة مصادر، وهو الشيء الذي لا يتوفر لغالبية أفراد المقاومة السورية»، ورأى أنه من الطبيعي أن يؤدي هذا الأمر إلى توسيع رقعة التطرف على حساب رقعة الاعتدال بخلاف ما ترمي إليه الدول الغربية في هذا الصدد من خلال سياسة منع وصول السلاح إلى المقاومة السورية المشروعة. لا انقسام في المعارضة وأوضح وزير الخارجية أن الاعتقاد السائد بوجود انقسام داخل المعارضة السورية لا يتفق مع واقع نشوء الائتلاف السوري الذي أسهم في بلوغ قدر كبير من الاتفاق والتلاقي وأدى إلى توحيد في الرؤية والاستراتيجية بين جل فئات المعارضة السورية. وأشار إلى خمس ملاحظات تتعلق بوضعية ائتلاف المعارضة السورية وهي، أولا: يحظى هذا الائتلاف باعتراف دولي واسع على المستويات العربية والإسلامية والدولية، ثانياً: يتمتع بأهلية كممثل شرعي للشعب السوري في الوقت الذي فقد فيه النظام السوري شرعيته وأهليته في الاستمرار في السلطة، ثالثاً: تحرص قيادات الائتلاف على التأكيد في كل مناسبة وموقف على أهمية الحفاظ على وحدة سوريا الوطنية والترابية، وتحقيق المساواة في الحقوق والواجبات بين أبناء الشعب السوري بمكوناتهم كافة، وبذل كل ما من شأنه التهيئة لسوريا جديدة تتحقق فيها التطلعات المشروعة لجميع فئات الشعب السوري على أساس من التعددية والعدل والمساواة، وهو الشيء الذي تضمنته وثائق القاهرة واتفاق الدوحة، التي شارك في صياغتها جميع أطياف المعارضة السورية، رابعاً: يحرص الائتلاف على بناء صلات مباشرة بين المقاومة في الداخل بكافة شرائحها وتوجهاتها والمعارضة السياسية بكافة تياراتها، و خامساً: إن الدول المساندة للائتلاف على استعداد من جانبها للمشاركة في ضمان وفاء الائتلاف السوري بالتزاماته وواجباته التي أعلن عنها في جميع المناسبات. واعتبر أنه «إذا لم تكن هذه العناصر جميعها فيما يتعلق بتوجهات الائتلاف السوري ومقاصده سبباً كافياً لدعم هذا الائتلاف والوقوف إلى جانبه من قبل المجتمع الدولي، فإننا نكون حينها قد أتحنا للنظام السوري من الأسباب ما يجعله يمضي في سياسة القتل والإبادة والقضاء على الأخضر واليابس في سوريا، مما يهدد بزعزعة أمن واستقرار الدول المجاورة والمنطقة برمتها». التاريخ لن يغفر لنا وقال الفيصل «إن مصير القضية السورية يتوقف على جديتنا وعزمنا في اتخاذ موقف صلب وصريح يعكس وحدة المجتمع الدولي، وعلى نحو خاص يستوجب علينا إنهاء حالة التصدع الحاصل في أطراف المجتمع الدولي». وختم وزير الخارجية كلمته قائلا «في الختام أناشد ضمائركم، حيث إن الوقت يداهمنا جميعا، إنه لا يمكن للمجتمع الدولي التسويف أكثر من ذلك، ويتعين علينا التحرك فوراً لمساعدة الشعب السوري لتمكينه من الدفاع عن نفسه من نظام بلغ حدوداً قصوى في الطغيان والشراسة، إن عدم التحرك الآن سوف لن ينتج عنه سوى إراقة المزيد من الدماء البريئة والدمار المنافي لكل القيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية، إن التاريخ لن يغفر لنا، كما أننا لن نغفر لأنفسنا تهاوننا في هذا الأمر». جانب من اجتماع أصدقاء سوريا