جدة – عامر الجفالي «الأمانة»: على المواطنين دفع فاتورة التنمية.. وأعلنّا عن المشروع في الصحف. «المرور»: استخدام شارع عبدالله الحضرمي بديلاً عن شارع حراء كان مؤقتاً. قررت أمانة مدينة جدة قبل نحو أسبوعين إغلاق تقاطع شارع حراء مع طريق الملك فهد (الستين)، وإغلاق تقاطع شارع سلطان بن سلمان مع طريق الملك فهد، دون سابق إنذار أو إعلان، الأمر الذي تسبب في إرباك حركة المرور وازدحام شديد للمركبات شهده شارع حراء وطريق الملك فهد، فيما وضعت حواجز إسمنتية لتغلق شارع حراء عند ميدان الجواد الأبيض، وتم تحويل الحركة عبر خطوط الخدمة والاتجاه إجبارياً باتجاه الشمال، قبل أن يؤكد الناطق الإعلامي لمرور جدة المقدم زيد الحمزي، أن إغلاق الشارع كان إجراءً مؤقتاً، مشيراً إلى إعادة فتحه مجدداً. وكانت عملية تحويل السيارات عبر طريق الخدمات الذي لا يتسع لأكثر من سيارتين قد تسببت في ازدحام شديد، دفعت إدارة المرور خلال بداية تنفيذ المشروع إلى إغلاق شارع حراء المؤدي لميدان الجواد، وتحويل حركة السير عبر شارع عبدالله الحضرمي المؤدي إلى شارع سلطان بن سلمان، إلا أنَّ شارع عبدالله الحضرمي الذي يشق حياً سكنياً ضاق بالسيارات العابرة، فضلاً عن اكتظاظه بسيارات الساكنين، ما جعل المركبات تمكث فيه قرابة نصف ساعة قبل أن تخرج من طرفه الآخر، بالرغم من قصره نسبياً، فيما رصدت «الشرق» مخالفات بعض السائقين في الشارع، تمثلت في عكس السير والعبور من فوق الأرصفة. والتقت «الشرق» عدداً من المواطنين والمقيمين والسائقين في الموقع، لرصد معاناتهم والأضرار التي تكبدوها، حيث عبّر عمر حسن، الذي يمتلك محلاً تجارياً في شارع حراء عن انزعاجه الشديد من استغراقه لتجاوز محيط المشروع والوصول لمحله قرابة ساعة كاملة، وتساءل كيف سيصل الناس إلى محله التجاري، مؤكداً عدم معرفته المسبقة عن موعد بدء تنفيذ المشروع. ووافقه المواطن فهد الضلعان، الذي أكد عدم قراءته لأي إعلان يفيد بإغلاق الشارع أو البدء في تنفيذ أي مشروع، مبدياً انزعاجه من عدم مراعاة مصالح الناس، وقال «يفترض بالجهات المسؤولة إبلاغ الناس عبر إعلانات عامة قبل البدء بالمشاريع التي ستعيق مصالحهم وتغلق طرقاتهم، كما يفترض أن توجد بدائل مناسبة، فليس من المعقول أن يغلق شارع حراء وهو شريان رئيسي، وتحوَّل السيارات إلى شارع فرعي داخل الحي». كما أشار عدد من أصحاب المحلات التجارية والمطاعم إلى تضررهم بسبب إغلاق التقاطع، مؤكدين عدم علمهم بالبدء في تنفيذ المشروع، واستنكروا تهميش الأمانة لأصحاب المحال التجارية وعدم الإعلان عن تحديد بدء المشروع بوقت كافٍ ليتدبروا أمورهم الاقتصادية ويتسنى لمَنْ أراد الانتقال منهم، مشيرين إلى أنه يفترض الإعلان عن المشروع قبل البدء فيه بنحو ستة أشهر على أقل تقدير. من جهته، كشف المتحدث الرسمي في أمانة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري، أن الفترة المتوقعة لتنفيذ المشروع ثمانية عشر شهراً، مشيراً إلى أنه عبارة عن استكمال تحرير محور الملك فهد عبر تنفيذ جسر بطول 1250 متراً على تقاطع طريق الملك فهد مع شارع حراء (ميدان الجواد الأبيض)، وكذلك تقاطعه مع شارع الأمير سلطان بن سلمان، بواقع ثلاث حارات لكل اتجاه، وبتكلفة قدرها 122 مليوناً و392 ألف ريال. وأكد الدكتور النهاري أنه تم الإعلان عن المشروع عبر الصحف، مبدياً استغرابه من تفاجؤ السكان والأهالي وأصحاب المحلات التجارية بإغلاق التقاطعات، ومعلقاً بأنه ليس على الأمانة إخطار الناس في البيوت والمحلات التجارية، وقال «على كل مواطن دفع فاتورة التنمية»، مشدداً على ضرورة تعاون المواطنين والمقيمين وصبرهم حتى انتهاء تنفيذ المشروع. بدورها، تواصلت «الشرق» مع إدارة مرور جدة لاستطلاع ترتيباتهم بهدف تخفيف الازدحام، حيث أكد الناطق الإعلامي في مرور جدة المقدم زيد الحمزي، أنه قد تم بالفعل الإعلان عن المشروع في الصحف، وطالب المواطنين بالصبر والتعاون مع المرور والأمانة من أجل المصلحة العامة، كما انتقد ممارسات السائقين الخاطئة من تجاوز الأرصفة وعكس السير في الشوارع، وبيَّن أنَّ البدائل محدودة أمام المرور، تتمثل في تحويل الحركة من الخطوط الرئيسة إلى خطوط الخدمة، كما أوضح كيفية الدراسة المرورية بأنها تتم عن طريق مكتب استشاري معتمد لدى الأمانة، بحيث توكله الأمانة لدراسة موقع العمل وإيجاد بدائل للحركة المرورية. شارع عبدالله الحضرمي وسط الحي وقد اكتظ بالمركبات (الشرق)