سعود الفوزان لماذا الهجوم -أو التجمهر- سمِّه ما شئت من بعض الإخوة من مشايخ وطلبة العلم على وزير العمل ومحاولة التدخل في شؤون الوزارة والخاص بعمل المرأة؟ في السابق أطلقوا صيحات بأن وزارة العمل غير قادرة على تلبية مطالب التأنيث، كالعمل تحت الضوابط الشرعية، وعندما تجاوزنا هذه المرحلة لم تقر لهم عيون إلا بالذهاب إلى الوزارة؛ محاولة منهم لإبطال القرار . للأسف! أصبح عمل المرأة لدينا كالعيب في تداوله من قِبَل الغير في الداخل والخارج، وذلك لتعطيلنا النصف الآخر، مع العلم أن لدينا عقولاً في جميع المجالات دون استثناء، والمرأة السعودية متفوقة ولا ينقصها الذكاء، لكنها وجدت من يقف ضدها حتى في العمل عدا المرأة الداعية والتي يسمح لها بالعمل والذهاب إلى المدارس والمجمعات، وتلقى ترحيباً ممن وقفوا ضد عمل المرأة، وكأنَّ في الأمر تناقضاً! تقول إحدى المغردات ذات يوم إن بناتهم ليسوا بحاجة إلى المال، ولكننا نقف على عتبة الفقر، وهل لديكم البديل؟. إذا كان الهدف من التجمهر إخافة الآخرين؛ فقد تعودنا على هذا منذ أكثر من ثلاثين عاماً عندما أحرقنا الصحون اللاقطة، ووقفنا أمام دخول الإنترنت، وكل هذا ليس بجديد، واليوم تعج هذه الصحون بقنواتهم الفضائية في كل مكان، والإنترنت بمواقعهم وتغريداتهم ولم نشاهد اعتذاراً من أحد لما قاموا به في الماضي بالتعدي على الممتلكات الخاصة. الدول العربية والإسلامية قاطبة لا تحرم المرأة من العمل في وطنها، جنباً إلى جنب مع الرجل، عدا دولة طالبان المقبورة؛ لذا نحن لا نريد أن نقف أمام بناتنا بأعذار عفا عليها الزمن ولا تليق بمملكتنا الحبيبة، الحمد لله لدينا حكومة محبوبة، وهي أدرى من غيرها فيما يخص مصلحة الوطن والمواطن، وكذلك لدينا سماحة المفتي وكبار العلماء، وهم المخولون لدى وزارة العمل، وليس الاجتهادات والتجمهر والهجوم على الوزارة هو الحل، للأسف أصبح بعبع الاختلاط حجة من ليس لديه حجة، وأصبح يتغنى به كل معارض، مع العلم أن الاختلاط موجود لدينا منذ زمن سواء بالحرمين الشريفين أو المستشفيات والمستوصفات وأماكن أخرى، ولم يقف هذا عائقاً في تقدمنا إلى الأمام، بل لدينا أقدس وأكبر الصروح الإسلامية، وأفضل المستشفيات عالمياً.