محدودة هي الخيارات أمام الأسير الأحوازي في معتقلات الاحتلال الإيراني، وأوّل العروض تكمن في التعاون مع الجهات الأمنيّة وإلا…! ولطالما يتم رفض أوّل العروض فالبديل هو التعذيب الوحشي جسدياً ونفسياً على أمل انهيار الأسير والحصول على الاعترافات. والتمسّك بكلمة «لا» ومواصلة الرفض تحت التعذيب يعد أمل الأسير الوحيد لإنقاذ حياته، ومهما بلغت درجة قدرته على التحمّل، فالاحتلال يستعين بخبرائه من الأطباء والمختصين لإرغام الأسرى على تناول حبوب وأدوية تؤدي إلى قول أشياء خارجة عن إرادتهم. وأفاد «المركز الإعلامي للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز» (حزم) أن «الاحتلال الإيراني ينفّذ جرائم التعذيب الوحشي والقتل العشوائي ضد الأسرى الأحوازيين بتهمة الدفاع عن الأمن السياسي وبتهمة التجسّس والاتصالات مع قوى وطنيّة أحوازية في المهجر». وتُهَم الوهابيّة والسلفيّة والقوميّة والبعثيّة غالباً ما ترافق الأسرى. أما محاكم ما تسمّى بالثورة الإيرانيّة فلها طقوسها في التعامل مع أسرى الأحواز، ويغيب فيها محاميّ الدفاع عن المتهمين ولا تتجاوز مدّة المحاكمة الدقائق المعدودة لإلقاء التهم وإسنادها للأسير تمهيداً لإنزال أشد العقوبات به أو إعدامه. وعلى إثر انتفاضة الإرادة الأحوازية عام 2005، انتهج الاحتلال الإيراني التعذيب الوحشي حتى الموت وإلقاء جثث الشهداء في الأنهار الأحوازية تماماً مثل ما شاهده العالم في نهري «دجلة» و«الفرات» حيث توجد إيران وإلقاء الجثث المثقبة للعراقيين والأحوازيين، وكذلك نهر «العاصي» في مدينة «حماة» السورية عندما كانت عصابات «بشار» تلقي بجثث شهداء سوريا في النهر وتهتف لطاغيتها. وتشابه أساليب القتل والتعذيب بين الأحواز وسوريا والعراق إنما يؤكد تورّط «الحرس الثوري» و«فيلق القدس» التابع له بجرائم الإبادة والقتل الجماعي وإراقة الدماء، إرضاءً للعنصريّة الفارسيّة المشبّعة بالأفكار الشوفينيّة.