هوَ الأحزان

هو الأحزان اللا جديدة
– كمسحوقٍ بالزيتِ والغُبار
يقبَعُ على مُتَصفِحاتٍ إلِكترونية
ويغيْضُ الراقِصينَ بالأَضْواء
يَعودُ عارياً كُلَ ليلَةٍ
صارِخاً
مَشْروخاً مِنَ الصَفَعاتِ
غبيٌّ حتى البراءة
وغامِضٌ كَالقَبْر..
هو الأحزانُ اللا جَديدة
– حيثُ يكد ويشقى ليُلَبي طُموحها
ولم تَنْسبَ بينَ يديهِ
حفنةُ مآل
قررَ أن يَشاهِدَ نزفه:
كانتْ ريح صرصر تَنبح
وكان المساء والصباحُ
سواء
تمتمَ الأهل كثيراً
وليغيظوهُ
جلسوا القُرفصاءَ حولَهُ
انهكوهُ واستراحوا
فلفَظت ساعةُ الحائِط عقارِبها
من غيظهِ
وعانَق الضوضاءُ حاجبيهِ..
– لا مكانَ للصْمت
فقد سَقطَ القناعُ
وكانَ في إحدى الزوايا
يتعرى مِنَ الأَلقابِ
– تمتمَ الأهل أكثر
فقهقهَ بعضَهم
والتفتَ الباقونَ جهةَ المَسرح
– مشهَدٌ يَحثُ المرايا
على البكاء
ويَحثهم رغم لا مبالاتِهم
على العويلِ على الصراخ
– فتى مفقأ العينينِ
حزين
يبصِقُ على حاضِرهِ
ويشتم المُستقبل
مَذعوراً
يلعق قدميهِ جوعاً
يترنَحُ نحوَ الموتِ
متشنِجٌ ..مبتور الوجدان..
هو توأم حزنه
– على صِراط المسافة
يندمل كما الأحزان في الأحزان
وبانحناءاتِ وجههِ
أول حدودِ المتاهات
– يفصل قابس الذكريات
ويجتازَ صدى نحيبهِ عنوة
ويلغي مشهد الخيال
يسقط في واقعهِ الأليم
«أيها الفرح صه »
دائماً ما يعود
ليلُكَ حالِكاً
دائماً ما تعود غيوم الحزنِ ظامئة لقلبه
أيها الفرح صه
هاهنا شاعِرٌ سحقتهُ بلاهةَ قلبه
هنا من زرعَ النرجِسَ
ليجنيَ دُفلى
– «تُريدُ حفنة ضحكات.. تُريدُ شيئا من السعادة»
انزع القلب من يدي خفقاتهِ
اتسع كالمدى
انصت للصدى
كن مسخاً خُرافياً
يُجيدُ ندبَ حظه
وقدرهِ معاً
– كيفَ الحُزن حلم
وعيني لم تََنَمْ.