يقول أحدهم متندراً لا داعي لأن تقود المرأة السيارة بنفسها، لأنها هي من تقود سائق السيارة، فكل شيء مسخر لها، السيارة وسائق السيارة، تأمره أن يقف فيتوقف، وتوجهه بالذهاب إلى اليمين أو إلى اليسار فيذهب. سائق الأربعينية الذي أوردت خبره «الشرق» شذ عن المعتاد، فعندما أشارت إليه السيدة أن يتوجه بشكل مستقيم إلى حيث تريد انحرف بها بشكل مفاجئ إلى جهة غير معلومة. وعندما أمرت السائق بأن يقف لم يعيرها أي اهتمام، ولم تجدِ صيحاتها واستنجادها وعرفت أنها توشك أن تكون الضحية. المرأة المغلوبة على أمرها، والتي فقدت السيطرة على قائد السيارة وبالتالي فقدت السيطرة على السيارة، لا تريد أن تفقد شرفها في الطريق الذي زاغ إليه السائق الضال ذو النية الإجرامية، فقذفت بنفسها من السيارة إلى الطريق لتنجو بطهارتها من براثن رجل فقد الإنسانية والضمير حتى لو لم تنجُ من الموت أو الكسور. قضايا الخطف وتغيير المسار والاغتصابات والابتزاز من قبل السائقين أصبحت كثيرة الشيوع، لدرجة يمكننا وصفها بالظاهرة، ومن يقف دون حل لهذه الفواجع لا يقل إجراما عن الجناة أنفسهم، وما نحتاج الآن هو دراسة بحثية استقصائية هدفها: هل أصبحت قيادة المرأة سيارتها بنفسها أدرأ للمفسدة أم ركوبها مع سائق أجنبي؟!