حسناً فعلت وزارة التجارة والصناعة بالتشهير بتاجر الكفرات الفاسدة وإعلان اسمه الصريح في الصحف على نفقته الخاصة للملأ كي يتقوا شره، الآن نحن بحاجة إلى أن نعرف أسماء التجار الذين يتلاعبون بأرواح الناس ويبيعون حليب الأطفال الفاسد والأدوية المنتهية الصلاحية والأطعمة المسمومة والمتلاعبين بأرواح الناس الآخرين، سئمنا من إخفاء هذه الأسماء ولعبة الأقنعة ولا أحد يؤخذ بذنب غيره، لا يمكن السكوت على أحدهم وهم يقتلون الناس بدم بارد ولن يرتدع أصحاب القلوب المريضة إلا بإجراءات حاسمة مثل هذه لوقف دابر هؤلاء المجرمين. نشد على يد معالي وزير التجارة والصناعة ونهنئه على هذه الخطوة الجريئة التي عجز عنها سابقوه ونحن على أمل أن يتم معاملة كل التجار الفاسدين بنفس الطريقة لا أن يُشهر بالصغار ويُترك الكبار. الآن الدور على هيئة الفساد أن تكمل المسيرة وتشهر بقضايا فساد بأسمائها الحقيقية بدلاً من قصاصات أخبار عن فساد هنا وهناك لا تسمن ولا تغني من نزاهة، وأن تستبدل حملاتها الإعلانية التعريفية بإعلانات نتائج التحقيق في فساد لا أن يُنشر خبر فساد أشبه باللغز أو بالكلمات المتقاطعة لا يفهم له «رأس ولا ساس» ثم تختفي القضية. الوقت يمر الآن ليس في صالح الهيئة بدون إنجاز حقيقي ملموس لها يحس فيه الناس ويلمسون الفرق بين الأعمال وقت الهيئة وما قبلها، أما ما عدا هذا فستظل الهيئة عودا من حزمة هيئات أخرى نسمع لها ضجيجاً بلا طحن.