ولاشيء يشبه الأهلي كصوت أسمهان الذي يقول الفنان الكبير مشعل السديري إنه «كالألماس المطحون». إنه هديل الحمام، أول صفحة في قواميس الحب. غواية الفن والكيف. جمهور نبيل يخبر العابرين أن قفوا في محراب هذا الجمال. ليس نابليون وحده من رعى أحلام جنوده وحرسها، جمهور الأهلي يرعى أحلام لاعبيه أيضا. وهو واقف يغني ويختصر المسافة بين زمنين..يجعل العالم يتسع أكثر، ويرسم بمداده صورة فنية دقيقة وكاملة لأن العشاق الحقيقيين لا يميلون إلى الصورة الناقصة التي تذروها الرياح. إنه الأهلي. يفوز فتبتهج الدنيا، يأتي عميقاً مترعاً بالجمال..محرضاً على التجدد، فنه «مدعوك» بترانيم فريد الأطرش وهو يمرر أصابعه الأسطورية على أوتار العود وأسمهان بقربه تغني ليالي الأنس «مابين رنين الكاس ورنة الألحان» وبينهما بليغ بعبقريته ونزقه يصوغ اللحن. ويفوز فتتفتح صدور العشاق في الأرض، تنقى من شوائب اليأس، وتنتصر اللوعة، فلا يخاف عاشق من سطوة الغرام وجبروته، ويرمي بأحاديث «العذال» عرض الحائط، أليس «العذال مرضى»؟! كما يقول بدر بن عبدالمحسن. وهو الأهلي، دروس في كتاب الفن، ودكتور «يطبطب» على القلب متأكدا من سلامته، وموصياً أن تحمله في مفرق الصدر وتضيع العمر «حباً». إنه الكيان الوحيد الذي لا يمكن أن تقف أمامه في المنتصف، لا هامش ولا خيار هنا سوى «الانحياز».. إذ وحده يقنعك بأن الانتماء للجمال والتغريد من أجله هو قلب الحياد!.