طالعنا في جريدتكم الغراء في عددها رقم 115 بتاريخ 5/5/1433ه في تحقيق صحفي تحت عنوان (فتيات يستخدمن أجسادهن في تهريب المخدرات..) وتضمن الموضوع معلومات مفيدة في نشر الوعي الصحي، لكن أيضاً اشتمل على معلومات غير دقيقة عن الإدمان، خاصة في الفقرة التي تحدث فيها الأستاذ فيصل آل عجيان عن المثلث المخيف الذي يحيق بالمدمن، متجاهلاً أم ناسياً بأن ولاة الأمر-حفظهم الله- عندما قرروا إنشاء مستشفيات الأمل في المملكة، كانوا يهدفون إلى علاج المدمنين، وجاء ذلك واضحاً في كلمة وزير الداخلية، صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، بمناسبة تأسيس برنامج مستشفيات الأمل، إذ قال «إن علاج المدمنين ودمجهم في الحياة الطبيعية أفضل بكثير من معاقبتهم» باعتبار أن الإدمان مرض يمكن علاجه. أيضاً نسبة المتعافين التي أشار إليها المتحدث فيصل لا ندري من أين أتى بهذه النسبة؟ علماً بأننا أشرنا في إجابة على سؤال في نفس الموضوع، متعلق بنسبة المتعافيات، بأنها تتراوح بين 40-45 %، فهل يعقل أن تكون نسبة المتعافين رجالاً 2 % فقط؟ علماً بأن القابلية والعددية للعلاج في قسم الرجال أكثر بكثير من أقسام النساء مع قلة عدد المدمنات.أما الضبابية التي تغطي أفكار وعيون البعض، ممن يتوهمون بأنه لا فكاك من المخدرات إلا بالموت أو السجن، أو البقاء داخل المستشفى، فقد دحض كثير من المتعافين هذه الأفكار، وأثبتوا بفضل الله، والعزيمة، والبرامج العلاجية، أنهم عادوا متعافين وانخرطوا في الحياة في مختلف المجالات، حتى أنهم أصبحوا أعضاءً ضمن الفريق العلاجي -مرشد متعافٍ- في عدد من المستشفيات داخل المملكة، بل وبعض الأشقاء من دول الخليج الذين تعالجوا وتدربوا في مجمع الأمل بالدمام يعملون في مراكز علاج الإدمان في بلدانهم. أردنا فقط أن نوضح الحقائق، ونثمن لجريدة «الشرق» دورها الرائد، ونشيد بالإعلاميين وتعاونهم المثمر في تغطية أنشطة المجمع، ونأمل أن يتم التنسيق في المستقبل لتزويد الإعلاميين بالمعلومات الصحيحة الموثقة.