عندما يشرع ثعبان الماء الرعاش في إطلاق شحنته الكهربية الصاعقة الشهيرة فإنه يقوم قبل ذلك بتشغيل مجموعة من الفنون القتالية المثيرة المتطورة. وشرحت نتائج دراسة نشرت أمس الأول بالتفصيل كيف يقوم الثعبان ال «إنكليس»، الذي يعيش في الممرات المائية الموحلة في حوضي نهري الأمازون وأورينوكو بأمريكا الجنوبية – بمضاعفة الجهد الكهربي لشحناته الصاعقة من خلال ثني جسمه الأفعواني حتى يضبط موقعي القطبين الموجب والسالب بعضو توليد الكهرباء حول فريسته. يتراوح طول ثعبان الماء الرعاش بين 1.8 و2.5م وله أعضاء منتجة للكهرباء ذات خلايا متخصصة تسمى الخلايا الكهربائية يمكنها توليد جهد يصل إلى 600 فولت سواء للإجهاز على الفريسة أو ترهيب الكائنات المفترسة المهاجمة. ووصف العلماء، الذين أجروا هذه التجارب كيف يستخدم ثعبان الماء الرعاش نبضاته الكهربية كمنظومة رادارية لرصد فرائسه، فضلاً عن شل حركتها من خلال إحداث تقلصات عضلية لا إرادية قوية على نحو يطلق الشحنة الكهربية من على بعد. وقال خبير علم بيولوجيا الأعصاب في جامعة فاندربلتإن كينيث كاتانيا: بعضهم ينظرون إلى ثعبان الماء الرعاش على أنه كائن بدائي غير متطور لديه أداة واحدة لإحداث صدمة كهربائية تجهز على فرائسه لكن في حقيقة الأمر فإنه يتلاعب بالمجالات الكهربية على نحو معقد لم يتم فهمه إلا في الآونة الأخيرة. وكشفت الدراسة الأخيرة، التي نشرت في دورية «كارانت بيولوجي» كيف يستعين ثعبان الماء بمناورة فريدة لمضاعفة جهد الشحنة الكهربائية عند مهاجمة فريسة كبيرة أو مراوغة. في بادئ الأمر يقوم الثعبان بعض فريسته والإيقاع بها، ثم يلتف بجسمه حولها على نحو يجعل القطب السالب من جهاز توليد الشحنة الكهربائية الموجود على ذيله قريباً من القطب الموجب الموجود عند رأسه. وعن طريق تقريب المسافة بين القطبين السالب والموجب حول الفريسة المحاصرة بينهما يضاعف الثعبان مرة أخرى من الشحنة الكهربائية الموجهة للفريسة. ويتسبب ذلك في إنهاك سريع لا إرادي لعضلات الفريسة ما يمكن الثعبان من إحباط أي فرصة لها كي تلوذ بالفرار.