حذّر رئيس تحرير مجلة «باسم» للأطفال فهد الحجي، من الخطر الذي قد يسببه استخدام الطفل «اليوتيوب»، وأكد أن المحتوى العربي على «يوتيوب» لا يقارن بحجم المحتوى الأجنبي، إلا أن ما يوجد منه يشكل كمّاً هائلاً في حد ذاته، سواء من أفلام الكرتون، الأناشيد والأغاني، أفلام الأطفال، وغير ذلك، فمثلاً إن بحثت عن «أفلام أطفال» ستظهر 94 ألف نتيجة، وإن بحثت عن «أناشيد أطفال» ستظهر 308 آلاف نتيجة، واسم قناة «طيور الجنة» يُظهر لك أكثر من 515 ألف نتيجة! وكلمة «كرتون» تأتي بأكثر من 600 ألف نتيجة، أما اسم قناة «إم بي سي ثري» فسيأتيك بأكثر من 700 ألف نتيجة! وأضاف الحجي «اليوتيوب تم تصميمه ليكون موجهاً للكبار، وليس للصغار، فالعمر الأدنى المسموح به لاستخدام اليوتيوب من إدارة اليوتيوب نفسها هو 13 سنة، ولذلك فإن هذا الكم الهائل من المحتوى الموجَّه للأطفال محاط بمحتوى أكبر وأضخم منه موجه للكبار، بما في ذلك كمّ من المواد التي لا تصلح للأطفال ولها تأثير سيئ عليهم، مثل مقاطع الفيديو التي تعرض محتوى يروِّج لأخلاقيات شاذة ومعتقدات غريبة، أو محتوى يروج لاستخدام المخدرات أو الكحول، أو التدخين، أو الذي يعرض الجنس، والذي يروِّج للعنف، بالإضافة إلى عمليات جراحية، وعمليات ولادة، وجثث، ومقاطع كوارث، وغيرها». وتساءل الحجي «حينما يبدأ الطفل في استخدام اليوتيوب بمشاهدة مقطع أناشيد مثلاً، هل يمكنك أن تجزم أين سيكون بعد ربع أو نصف ساعة؟ إن الفضول الذي يميز أغلب الأطفال يدفعهم للحركة هنا وهناك وفي كل الاتجاهات، بالتالي من الخطأ ما يعتقده بعضهم أن مقاطع الفيديو المقترحة في اليوتيوب تظهر حسب المقطع المعروض، وبالتالي فإن عرض الطفل مقطعاً كرتونياً سيبقيه في عالم مقاطع الكرتون، اليوتيوب يُظهر المقاطع المقترحة حسب كلمات بحثية بشكل ميكانيكي بحت، فلو كان مقطع الكرتون يتحدث عن (مقلب) مثلاً، فستكون من ضمن الفيديوهات المقترحة مقاطع فيديو مقالب للكبار، وإن كان في أحد هذه المقاطع مقلب يتعلق بالعري مثلاً فسيأخذه هذا المقطع إلى مجموعة مقاطع كلها عن العري، وهكذا. أي أن الطفل الذي يشاهد ذلك الكرتون هو على بعد (نقرتين) فقط من محتوى يضره بشدة». وقال الحجي «إن أفضل طريقة لوقاية الطفل من الوقوع في خطر اليوتيوب هي المنع، وهو أسلوب تربوي مناسب، حتى يصل الطفل إلى عمر أكبر ويزداد وعيه ليتمكن من التعامل بشكل أفضل مع هذه التقنية، ولكن المنع لم يعد مجدياً على الأغلب، خصوصاً مع انتشار الأجهزة المحمولة في كل مكان، فإن حجبت اليوتيوب عن الطفل بحيث لا يعرف أصلاً ما هو اليوتيوب، سيأتي بعد وقت قريب يسأل عن هذا اليوتيوب بعد أن شاهده مع ابن الجيران أو حتى في هاتف جده، وحقيقة لا يمكن حجب المخاطر تماماً عن الأطفال، وهذا باعتراف أصحاب اليوتيوب أنفسهم». وأشار إلى أن «من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الوالدان هو توفير جهاز محمول لابنهما، ثم السماح له بقضاء وقت طويل على هذا الجهاز في غرفته والباب مغلق، ولا أحد يدري ماذا يشاهد! أو حتى مع من يتواصل معه، الخطر هنا أكبر من مجرد مشاهدة اليوتيوب». وأضاف «لا بد من وضع نظام صارم في استخدام الأجهزة المحمولة، على أن يتم استخدامها في الأماكن المفتوحة في المنزل التي يوجد فيها الوالدان، كالصالة مثلاً، وقد يجد هذا النظام معارضة من الطفل، خصوصاً إن كان على أعتاب مرحلة المراهقة، ولكن الموضوع بحاجة لمعالجة وحسم، لأن التفكير فقط في العواقب الوخيمة لانفراد الطفل بالجهاز سيجعل الوالدين يطبقان هذا القانون بكل صرامة».