أعلن رئيس بعثة المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في أستراليا، الدكتور خالد المرزوقي، عن لائحة للعقوبات يتم تطبيقها على أي فرد في المنتخب سواءً كان لاعباً أو إدارياً في حال بدر منه أي تجاوز، مشدداً على أنه لن يتم استثناء أي مخالف لأنظمة ولوائح المنتخب، مؤكداً في الوقت نفسه أن نجومية المهاجم ناصر الشمراني لن تمنع من تطبيق هذه اللائحة عليه فيما يتعلق بما حدث بينه وبين أحد المشجعين السعوديين الموجودين في أستراليا. وقال الدكتور خالد المرزوقي في حواره مع «الشرق»: «اللوائح واضحة، ومثلما هناك لائحة للمكافآت لدينا أيضاً لائحة للعقوبات لن نتردد في تطبيقها على المتجاوزين مهما كانت نجوميتهم»، رافضاً الكشف عن الإجراءات التي اتخذت بحق اللاعب ناصر الشمراني، مكتفياً بالقول: «تصرفنا بما يليق مع الحدث». وقلل المرزوقي من تأثير خسارة الأخضر أمام البحرين في تجربته الودية الأولى في أستراليا على معنويات اللاعبين، مؤكداً أن كوزمين تعامل مع خسارة البحرين بشجاعة، وكان هدفه من هذه التجربة التعرف على اللاعبين بغض النظر عن النتيجة، مبدياً تفاؤله بظهور مشرف للأخضر في البطولة الآسيوية، والوصول إلى النهائي. وتطرق المرزوقي إلى إصابة اللاعب إبراهيم غالب التي اعتبرها لا تستدعي إبعاده عن تشكيلة المنتخب في البطولة الآسيوية، مستشهداً بخوض اللاعب تيسير الجاسم بطولة كاملة وهو يعاني من إصابة في يده كما الحال بالنسبة لغالب. - بصورة عامة التحضيرات تسير بصورة جيدة، وبعثة الأخضر في مدينة تبعد حوالي ساعة عن مكان البطولة، وهي مدينة هادئة وباردة ومتقبلة الأجواء، وفضلنا أن نبعد عن مدينة ملبورن التي سنلعب فيها مباراتين في البطولة لكي نتعود على أجوائها، وصحيح أن أول ثلاثة أيام كانت صعبة على اللاعبين لأننا تعرضنا لتغيير النظام بشكل كامل سواء النوم أو الأجواء، والحمد لله تأقلمنا على ذلك، وكان هدف الجهاز الفني إبعاد اللاعبين عن صخب المدينة، واختيار مكان المعسكر كان موفقاً، فملاعب التدريبات متوفرة، ولعبنا مباراة ودية أمام منتخب البحرين كانت مفيدة للمدرب كوزمين في التعرف أكثر على اللاعبين والانسجام معهم لأنها المرة الأولى التي يراهم فيها وإن كان شاهد لهم مباريات سابقة، حيث ركز من خلال هذه التجربة الودية على تطبيق خطط معينة، وأعتقد أن اللاعبين انسجموا معه وعرفوا طريقته وأسلوبه التدريبي، وكوزمين بدأ يعرف مكامن القوة والضعف في المنتخب، وبصراحة هو مدرب مجتهد وروحه المعنوية عالية. وبعد المرحلة الأولى من البرنامج الإعدادي انتقلنا إلى سيدني وهي مدينة جميلة سنلعب خلالها مباراة ودية واحدة أمام منتخب كوريا الجنوبية لأن أسلوبه يشبه أسلوب منتخبي كوريا الشمالية والصين، وكوريا الجنوبية منتخب قوي ومن المرشحين، وهذه التجربة الودية ستكون مفيدة للأخضر وتساعد كوزمين على وضع التشكيلة المناسبة للبطولة بعد أن جرب كل اللاعبين تقريباً في ودية البحرين. - أعذر الجميع لأنهم لم يشاهدوا المباراة، ولم يتابعوا مجرياتها، وكلهم بعيدون تماماً عمَّا يفكر فيه الجهاز الفني، فالمدرب كوزمين لم يكن موجوداً مع المنتخب طوال الفترة الماضية لكي يختار 11 لاعباً ويعتمد عليهم، بل كان يريد أن يتعرف عليهم، واللاعبون كانوا مرهقين بسبب مشاركتهم مع أنديتهم في مسابقة كأس ولي العهد، وبالتالي أراد أن يتعرف على 26 لاعباً ليختار منهم 23 لاعباً، وصحيح أن الخسارة أمام البحرين غير مقبولة بالنسبة لنا، لكنني أعتبرها أفادت المدرب من الناحية الفنية، وتوصَّل خلالها إلى التشكيلة التي يريدها، وإذا عدنا إلى هذه المباراة نجد أنه كانت هناك ركلة جزاء لا تحتسب في أي مكان في العالم، فلاعبو البحرين أكثروا من السقوط والتمثيل داخل منطقة الجزاء، وبالتالي أي لاعب يسقط كان الحكم لا يتردد في احتساب ركلة جزاء، وربما لو سقط إداري من منتخب البحرين لاحتسبها الحكم ركلة جزاء. وعلى العموم المباراة الودية مع البحرين كانت مفيدة للمدرب كوزمين الذي أوضح للاعبين أنهم في البطولة يجب ألا ينظروا إلى التحكيم على الإطلاق، وأن ينتبهوا إلى تحركاتهم في الملعب ويحذروا من الهجوم على الخصم من الخلف، وطالبهم بالحذر في منطقة الجزاء حتى لا يعطوا لاعبي المنتخب المنافس الفرصة للتمثيل على الحكم واحتساب ركلة جزاء غير صحيحة، وأعتقد أن الجهاز الفني واللاعبين استفادوا من هذه التجربة وإن كنت أكرر مرة أخرى أن الخسارة غير مقبولة، ولكن الاستفادة منها كانت كبيرة وتوصل المدرب إلى تشكيلة المنتخب. - بصراحة كوزمين تعامل بشجاعة كبيرة مع هذه التجربة، وكان ذكياً حينما ابتعد عن توجيه أي اتهام له بأنه لم يعطِ اللاعب الفلاني فرصته بل اختار التشكيلة التي يراها مناسبة واختار البدلاء كذلك، وأعتقد أن كوزمين استفاد من التجربة وعرف نقاط الضعف كما أشرت سابقاً، وتعامله مع اللاعبين كان تعاملَ فنيٍّ خبير. - بالنسبة للإصابات، لدينا الكابتن إبراهيم غالب أصيب في مباراة كأس ولي العهد في يده، وأنا أتحدث هنا طبياً كطبيب فهي لا تمنع من مشاركة اللاعب، فنحن لسنا في كرة يد أو سلة لكي تمنعه من المشاركة بل هي كرة قدم، ونحن نقدر الكابتن إبراهيم وهو لاعب كبير ويثري منطقة وسط الملعب والمحور، ولم يتم ضمه إلى قائمة المنتخب إلا لثقتنا في قدرته على اللعب لأنه لديه الشجاعة والحماس، وسبق لزميله تيسير الجاسم أن لعب في إحدى البطولات وهو يعاني من إصابة في يده، بل ولعب بطولة كاملة ويده «ملفوفة»، وقد أجرينا الأشعة للاعب إبراهيم غالب وتم الاطمئنان على إصابته، ونحن نشعر أنه متخوف إلى حد ما؛ لذا وضعناه بين اللاعبين الثلاثة الاحتياطيين للقائمة الذين يمكننا الاستعانة بهم في أي وقت في حال تعرض أي لاعب للإصابة، ولدينا الفرصة قبل ست ساعات من خوض المباراة الأولى في إجراء تغيير للتشكيلة، وغالب سيبقى معنا حال احتجنا له وهذا راجع إلى الجهاز الفني، بينما بقية الإصابات خفيفة للغاية ولا تذكر. -أولاً اللائحة اعتمدت ووزعت منذ البطولة السابقة وهي اجتهاد جيد وموفق من مدير المنتخب زكي الصالح وعرضت على اللاعبين وتوصلوا لهذه الصيغة، وأنا لا أريد أن أقوم بتغيير شيء سبق أن ثبَّتوه، وإذا كان التعادل يفيدنا فلماذا لا تكون هناك مكافأة للاعبين، ونحن لن نعطي مكافأة التعادل لأي تعادل بل للتعادل المؤثر، وعموماً أعتقد أن اللائحة عليها إجماع ومن الصعب أن أغيرها، وإن شاء الله لا نحتاج إلى مكافأة التعادل خلال البطولة. - بصراحة شاهدت الحدث منذ بدايته وحتى نهايته وكنت موجوداً خلف الطلاب ولم يكونوا منتبهين إلى وجودي في المدرج، وفي الحقيقة لي تعليق على ما حدث، فنحن نتوسم الخير في شبابنا وطلابنا، وهم يمثلون المملكة العربية السعودية في أستراليا، ونعرف جيداً أن الشعب السعودي في الخارج متمسك بدينه وأخلاقه، ولكن الألفاظ التي صدرت من المشجع منذ بداية المباراة غير لائقة، وكل من سمعها انزعج منها، ونحن نتمنى من جميع المشجعين أن يلتفوا حول المنتخب ويبتعدوا عن مثل هذه الأمور، وعلى العموم أعتبر الأمر انتهى وتحدثت مع اللاعب وكذلك مع المشجع بحديث قوي. - هذا كلام صحيح، وأنا ذكرت للكابتن ناصر كل هذا الكلام وطلبت منه أن يسيطر على أعصابه، صحيح أن الكلام كان جارحاً جداً، ولكن ذكرت له أيضاً أن الفرق التي سنقابلها ستعمل على مثل هذه الحركات وأكثر من أجل إخراجك عن السيطرة، وبالتالي ستتعرض لمضايقات كثيرة وعليك أن تكون أكبر من هذه التصرفات؛ وألا ينجح أحد في إخراجك من أجواء المباراة، وأنا أعرف أنك خبرة في الملاعب، فقال لي: من البداية والمشجع يوجه لي الشتائم وتمادى كثيراً ودخل في أمور صعب السكوت عنها ومن العيب أن أذكرها، وطالبته بالسيطرة على أعصابه وألا يلتفت لهذه الأمور، وعلى العموم كما لدينا لائحة مكافآت، فلدينا لائحة عقوبات وتنفذ على الجميع دون استثناء وإن كنت لا أحب أن أعلن عن العقوبة، وكل ما أستطيع قوله أننا تصرفنا بما يليق مع الحدث سواء مع ناصر أو غيره سواء كان لاعباً أو إدارياً، واللوائح موجودة ومنظمة للعمل وتطبق على الجميع. - أنا متفائل كثيراً، وكرة القدم لا تعترف بأي معايير، صحيح مجموعتنا تعتبر قوية للغاية، فالصين لعبنا معها كثيراً وأوزبكستان منتخب متطور، وكوريا الشمالية قوية أيضاً، ولكن الأمل كبير في لاعبينا وفي أنهم رجال مواقف، وتفاؤلنا ليس تجاوز الدور الأول بل نأمل الوصول إلى النهائي.
