ليس کل صامت غير قادر على الرد!! وليس كل صامت لا توجد لديه المشكلات!! وليس كل صامت لا تواجهه مصائب وأحزان!! فهناك أناس يصمتون حتى لا يجرحوا أحداً غيرهم!! وهناك أناس يصمتون لأنهم متألمون والكلام تلو الكلام سيزيدهم ألماً ووجعاً!! وهناك أناس يصمتون لأنهم يعلمون أن الكلام لن يفيد إذا أفاضوا به!! وهناك أناس صامتون وقت غضبهم حتى لا يسخر الآخرون منهم!! وهناك أناس يصمتون لرقيهم وعلو همتهم!! ولكن ما هو الصمت الأعظم!!؟؟؟ الصمت الأعظم هو صمتك كي ترتقي بنفسك وأسلوبك، صمتك عند مواجهة أحزانك وآلامك، صمتك للحفاظ على أقرانك وأحبابك، لأن الصمت في بعض الأوجاع والأحوال حكمة، ففي هذه الحياة لا يوجد إنسان يخلو من ضغوطات الحياة ولا من مشكلاتها، فالأرض هذه أعدت للبلاء والاختبار، فهذه الدنيا حقيرة لا تستحق الحقد والحسد والنزاع والصراع، فهذه الدنيا نادراً ما تطيب لأحد، وهناك من يعكر صفوها والأحمق فقط هو من يركن إليها ويستسيغ عطاءها، فهذه الدنيا مملوءة بالمشكلات والمصائب فلا داعي للقلق والحزن لأن المشكلات تتلوها المشكلات فلو أردت التدقيق على كل مشكلة ومصيبة لن تنتهي منها «إذن عليك بالصمت والصبر» لأن الصمت حكمة والصبر يتلوه الفرج، فالصمت له ذوق وإحساس لا يشعر به إلا الصامتون والصمت هو أفضل جواب لبعض الأسئلة والمشكلات، فما أجمل الإنسان عندما يصمت في أمور تستحق الصمت وما أجمل الإنسان عندما يبتسم في وجه من ينتظر منه البكاء وما أجمل الإنسان عندما يصمت في وجه من ينتظر منه الكلام ليخلق له المشكلات، فكم من أناس ندموا على السكوت مرة وندموا على الكلام مراراً وتكراراً فكانت النتيجة!! أن خسروا أحبابهم وأقرانهم في مواقف لم يكن الصمت فيها حليفهم، فالصمت هو أفضل إجابة لكثير من الردود والمشكلات. يقول الشافعي: وجدْتُ سكوتي متجراً فلزمتهُ ** إِذا لم أجدْ ربحاً فلسْتُ بخاسرِ وما الصمتُ إِلا في الرجالِ متاجر ** وتاجرهُ يعلو على كلِّ تاجرِ