لم يكن ليظن أحد أن مقطعاً مصوراً لأحد نزلاء جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية سيحرك عدداً من الناشطين لتشكيل لجنة تُعنى باحتياجات كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة. " تراحم " التي استقبلتها جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية في انطلاقتها الأولى، لتعريفها بأبرز الخدمات المقدمة من قبلها للنزلاء، أوضحت أن هنالك اشتراطات لا يمكن إغفالها لقبول أي نزيل، موضحة أنها من خلال ذلك تهدف لإبقاء كبار السن بين عائلاتهم، في محاولة لتوعية الأبناء بأهمية أن يكون آبائهم بينهم وفقاً للوصايا الإلهية. وذكر علي آل زواد مدير المجمع الصحي الاجتماعي أن النزلاء في الجمعية يحظون برعاية خاصة مابين برامج صحية، وترفيهية، وخدمات يومية، ومتابعة من قبل الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين سواء في الجمعية أو في مستشفى الأمل للصحة النفسية. من جانبه، أشار حسن حبيب طلاق رئيس لجنة التنمية الاجتماعية بسنابس إلى أن " تراحم " تسعى لإعادة بوصلة التعاطف والتراحم في المجتمع، باستفزاز الجماعات والأفراد للاهتمام بهذه الفئة والاطلاع على احتياجاتهم، منوهاً إلى أن الدافع الأساسي لتشكيل اللجنة كان أحد النزلاء ورسالته التي بثها من المجمع لابنته، مضيفاً أن شخصاً مثله قدم الكثير للرياضة، وللمجتمع ليس من المفترض أن يُنسى دون أن يلتفت إليه أحد. وقال طلاق إن " تراحم " تسعى للترفيه والتخفيف عن كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، لإبراز معاني التواصل بين أفراد المجتمع، وما رأيناه في جمعية سيهات هو ريادتها في جانب الأنشطة والتجهيزات وكذلك المشروعات الاجتماعية، ونأمل أن نوفق لمواكبة مسيرتهم فهي الجمعية الأولى في هذا المجال على مستوى المنطقة". علي عبدالله الزريع رئيس لجنة تراحم أوضح بدوره أن الزيارة لجمعية سيهات هي باكورة أعمال تراحم، وهي محاولة لاختراق الحجب وتوجيه رسالة صادقة للمجتمع للفت انتباه أفراده ومجموعاته لهذه الفئة التي أمست شيئاً مغيباً لابد من الإسهام في لفت الانتباه له، مضيفاً أن دور تراحم هو بث ثقافة التذكير بالأرحام وبث ثقافة الوفاء لتذكير الأبناء بآبائهم وعائلاتهم. وأضاف الزريع أن تراحم تسعى لوضع خطة بجدولة زيارات منتظمة للمستشفيات ودور المسنين، وكذلك تنظيم فعاليات خاصة بهم لاحتوائهم وإدخالهم أجواء مناسبة لتغيير نفسياتهم، كما أنها تسعى لزيارة بعض الأسماء المعروفة بدورها الفعال في بناء البلد وتم تجاهلها وتناسيها بعد أن كبرت، فيما ستكون الخطوة الأهم هي تشكيل لجنة " تناصح " التي ستقوم بدورها لإفهام الأبناء كيفية التعامل الصحيح مع الآباء والأهالي. الروائي فوزي صادق أوضح أن الزيارة بحد ذاتها تجعل المرء يقف مع نفسه، ليعيد تفكيره وكيفية نظرته للحياة، قائلاً أنها فرصة لنقل صورة إعلامية للناس من أجل العبرة، وإعادة ترتيب الأوراق فربما " سنكون هنا يوماً ما " والجميع معرض لذلك، فهي رسالة لأن يلتفت الآخرون لهذه الفئة في محاولة لإعطائها شيئاً من الاهتمام. أما الفنانة التشكيلية كريمة مسيري فتحدثت عن الزيارة بأنها وقفة أضافت لها الشيء الكبير، شيئاً إنسانياً، معبرة بذلك بقولها " عملت لي ثقباً في الجمجمة، وهذه من المحطات التي أثرت فيّا تأثيرا كبيراً خاصة وأني وجدت هاهنا سيدات كنت ألتقي بهن وأنا صغيرة، وزيارتي هنا ما هي إلا لإيصال رسالة للمجتمع بأن اهتموا أكثر بهذه الفئة". وأكدت مسيري أن تراحم وضعت أهدافاً ستسعى لتحقيقها، وأبرزها القيام بزيارات مستمرة لرسم البسمة على شفاه النزلاء، وكذلك مخاطبة اللجان والجمعيات الخيرية الأخرى لإيلاء المكان حقه بالزيارة وتقديم ما يمكن تقديمه، بالإضافة لأن اللجنة ستبحث عن المسنين في المنازل لتقديم الرعاية اللازمة لهم والوقوف على متطلباتهم، وسيتم ذلك بتوزيع المهام فيما بين أعضاء اللجنة.