قابلت أميرات ، وصافحت ملكات ، وأجريت مقابلات تلفزيونية مع زوجات رؤساء دول عربيات ، ولكن حكايتي مع صاحبة السمو الأميرة السعودية غادة بنت عبد الله بن جلوي آل سعود ، كانت من نوع مختلف ، حيث علمتني الأيام أن الساعة تساوي ستين دقيقة ، وان الدقيقة تساوي ستين ثانية ، لكن الأيام والسنين ما علمتني أن ثانية واحدة على أرض السعودية بالذات تساوي كل عمري .. فحين يمنحك شخص ما تأشيرة الدخول إلى قلبه دون استئذان ، معنى ذلك انك ستبقى مأسوراً له طيلة عمرك ، ولكن أن تمنحك أميرة سعودية تأشيرة التجوال لكي تحب السعودية بطريقة لا إرادية ، فتلك أروع جوازات السفر التي لا تحتاج فيها لتأشيرة الدخول إلى أي مكان في العالم ..... فما أروع أن تكون ترددات نبضك باتجاه سعودية المجد والقداسة والتاريخ والحضارة فعلا رغما عنك وبلا إرادة منك لأن شخصا واحدا كما هي تلك الأميرة تحببك ببلدها بطريقة ملائكية وحضارية وذكية لكي تدخلها من الجهات الأربع . كان ذلك من خلال تقديمي لصاحبة السمو الأميرة غادة باحتفال ثقافي كبير في مدينة الخبر السعودية بتاريخ 19/جمادى الأول 1433 ، حينها أيقنت أن ليس كل أميرة أميرة ، لأن الأميرة التي تهز كيانك وعالمك ووجدانك بإنسانيتها وتواضعها وذكائها ، هي نفسها الأميرة التي تجعل منك (مأمورا) وتتوج نفسها عليك (أميرة) بأدبها وأخلاقها ورقتها وحصافتها ... فيا أيتها الأميرة التي ملأت مكان الإحتفال ألقا على ألق ... وروعة على روعة ... وسحراً على سحر ، أقسم لو كان الأمر بيدي يا صاحبة السمو لصنعت من الكلمات جزيرة لك وحدك تفصلين حروفها كما تريدين ، وتتشمسين وتركضين على رمالها كما ترغبين ... لا بل لو كان الأمر بيدي لأقمت لسموك عاصمة في ضاحية الوقت ، لا تأخذ بنظام الساعات الشمسية ، ولا يبدأ فيها الزمن الحقيقي إلا عندما تستأذنك الشمس باشراقتها لتشيع الدفء على مساحات الكرة الأرضية ... فأنت أميرة لا ترتبط بأقنعة الدمى البلاستيكية التي لا يبقى منها في نهاية كل احتفال سوى رجال من ورق ونساء من ورق ، بل أميرة يجب قراءة آمالها الدافئة وتطلعاتها الخيرية وطموحاتها الإنسانية بعشر لغات ... فحين تشرفت بمقابلة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز يحفظه الله قبل عامين ، وقعت أسيرا عاشقا ومتيما في رحاب قصر اليمامة ، لما أحاطني به من دفء ملك بحجمه الإنساني المتواضع اصطفاه الله جلت قدرته ليكون خادما لحرميه الشريفين ، يومها أحسست أن شعورا لذيذا يطوق ذاتي ، فالتمست لقلبي العذر بأن يقسم نفسه إلى نصفين ... النصف الأول يملؤه الحب لمملكة عبد الله الثاني والنصف الثاني تغمره المحبة لمملكة عبد الله بن عبد العزيز ... وحيث أن صاحبة السمو هي غصن يانع نبت في شجرة سعودية خالدة الصفات ونورانية القسمات ، فإنني أُعلنُ ذوبان كل حروف اللغة العربية الثمانية والعشرين بعد لقاء سموها ، لأعيد من خلالها وبسببها صياغة لغة الشوق في كل لحظة ، وصياغة لغة الامتنان في كل برهة لهذه المملكة التي تحتضن مقدساتنا الإسلامية ، لأن صاحبة السمو قد أضافت في نفسي لبلدها وصفا فوق كل وصف ، وشوقا فوق كل شوق ، ومحبة فوق كل محبة ، إلى درجة تساوى فيها الانتماء بوجداني للملكتين الشقيقتين وللملكين الأخوين ... فلو كانت علاقة الحاكم أيا كان في عالمنا الإسلامي كما هي علاقة (وارث المجد الرفيع) سيدي خادم الحرمين الشريفين مع شعبه ، ولو كانت كل أميرة (بإنسانيتها) تقدم بلدها على طبق من الروعة والوقار كما فعلت صاحبة السمو ، لكانت أمتنا العربية أكثر رفعة ، ولكانت أمتنا الإسلامية أكثر شموخا ... ولكن هيهات للنساء أن يملكن القدرة على الإنجاب للدُرر ... وإن كان ذلك كذلك ، فإن إنجاب ( دُرة جديدة) كما هي صاحبة السمو لا تتكرر ولن تتكرر إلا في كل قرن مرة واحدة ... سيدتي صاحبة السمو الأميرة غادة ... أتمنى أن يكون صباحك سعيداً ، ومساؤك أكثر سعادة . المذيع التلفزيوني الأردني نجم الدين الطوالبة رئيس الجمعية الوطنية للإعلاميين الأردنيين مؤسس ورئيس تحرير وكالة الجوهرة الاخبارية [email protected] www.aljawharanews.com