فادت تقارير صحافية سودانية بأن الرئيس السوداني عمر البشير قابل مطالب قيادات سياسية مشاركة في الحوار الوطني باعتماد "إعلان باريس" بانفعال لافت، واعتبره "عملية خطيرة وخطا أحمر" مؤكدا أن إسرائيل تقف وراءه في محاولة لإزاحة النظام بالقوة وإعلان الصادق المهدي رئيسا انتقاليا والفاشر عاصمة أولية. وكان كُلٌّ من الجبهة الثورية وحزب الأمة القومي بقيادة الصادق المهدي وقعا "إعلان باريس" في الثامن من أغسطس الماضي. وأطلق الرئيس البشير مبادرة للحوار الوطني مطلع العام الماضي لكن العملية تعرضت لانتكاسة بعد انسحاب حزب الأمة وعدم مشاركة قوى اليسار والحركات المسلحة من الأساس. وقال البشير في كلمته أمام الجمعية العمومية للحوار في الخرطوم مساء أمس الأول أن أجهزته الأمنية تملك تفاصيل ومعلومات بشأن "ملابسات توقيع إعلان باريس" وأضاف: "نحن مسؤولون عن حماية البلد وهؤلاء يريدون أن يعملوا خارطة طريق علينا". وذكر أن الجبهة الثورية كانت تحتاج لرئيس لمجلس الحكم الانتقالي، لذا أتت بالصادق المهدي باعتباره شخصية قومية. وفند البشير مطالبات لقادة تتعلق بإتاحة الحريات وإطلاق سراح المعتقلين، واعتبر الحديث عن تحجيم الحريات مجرد "كلام فارغ" ، مستدلا بأنه لا يوجد حزب أتاهم شاكيا بمنع نشاطه، وأشار إلى أن كل القوانين سارية "وأي زول عندو كلام يجئ يقولو جوه اللجان". وأكد استعداد الحكومة لمواجهة المتمردين في الميدان، وللحوار مع من يريدون الحوار. وأغلق البشير الباب نهائيا أمام أي تأجيل للانتخابات المقبلة ، وقال مخاطبا الجمعية :"من يضمن وصولنا إلى نهاية الحوار قبل الانتخابات؟". وقطع بأن "عملية التحضير للانتخابات مستمرة ولا يوجد أحد باستطاعته أن يوقف إجراءاتها".