قضت محكمة الاستئناف بمدينة تطوان (شمال المغرب)، أول من أمس الثلاثاء، بالسجن 20 سنة نافذة في حق مواطن بريطاني بعد إدانته باختطاف ومحاولة هتك عرض ثلاث فتيات قاصرات. وأفاد مصدر قضائي أن المتهم، ويدعى "روبرت ادوارد بيل" اعترف بالمنسوب إليه في محاضر الشرطة القضائية، مشيرا إلى أن الحكم مع ذلك غير نهائي ويبقى قابلاً للطعن أمام درجات التقاضي الأعلى. وحضر المتهم جلسات المحاكمة وبدا التوتر واضحاً على ضحاياه من الفتيات، اللواتي لم تتجاوز أعمارهن ال12 سنة، كما ظهر الحرج والقلق على وجوه ذوي الضحايا من الأهالي الذين رافقوهن. وتطوع للترافع لصالح الضحايا العديد من المحامين، والذين كانوا مؤازرين أيضا بعدة هيئات مدنية وحقوقية من بينها مرصد الشمال لحقوق الإنسان. وطالب دفاع المتهم من هيئة المحكمة الحكم ببراءة موكله، بدعوى أن الأفعال المنسوبة إليه في محاضر الشرطة غير ثابتة وأن حبه للأطفال هو الذي دفعه إلى التقرب من الضحايا، في حين طالب ممثل النيابة العامة بإدانة المتهم بأقصى العقوبات على اعتبار الجرم الفاضح والخطير الذي ارتكبه في حق فتيات بريئات. وبعد المداولات، أدانت هيئة الحكم المتهم بتهم "التغرير بثلاثة أطفال يقل سنهن عن 12 عاما واستدراجهن واختطافهن ومحاولة هتك عرضهن باستعمال العنف والفساد، والإقامة غير الشرعية بالمغرب وحيازة بضاعة أجنبية بدون سند قانوني". وتلقت أسر الضحايا والمحامين والهيئات المؤازرة لهم هذا الحكم بارتياح كبير، وقال مصدر حقوقي إنه إنصاف للضحايا وبداية صحيحة في طريق القضاء على هذا النوع من الاعتداء على الأطفال القصر. وتعود وقائع هذه القضية إلى شهر يونيو من العام الماضي، عندما أوقف مجموعة من المواطنين المتهم في مدينة تطوان وهو يستقل سيارته، بعدما حاول اختطاف طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات، لهتك عرضها، في حين كان قد قام بتنفيذ محاولتين في نفس اليوم في حق ضحايا آخرين.