ها هو ذا عام انتهى ونحن لا نعرف بوضوح ما هو حصادنا الفني التلفزيوني، فليست هناك جهة ترصد عدد المسلسلات المنتجة، فضلاً عن مستواها الفني. هناك فقط بعض المؤشرات التي تعطي انطباعاً عاما، ففي العام الماضي لم تقدم القنوات الخليجية أي عمل سعودي واقتصر عرض المسلسلات السعودية على روتانا خليجية والتلفزيون السعودي والإم بي سي. ومن يشاهد إعادة عروض المسلسلات لا يجد مسلسلاً سعودياً يعاد عرضه بعد رمضان في قنوات أخرى، ما يوحي أنه لم يكن هناك مسلسل سعودي جيد يستحق أن تشترى حقوق عرضه بعد رمضان. وإذا كان هذا هو الحال في العام الماضي، فما السبيل لأن يكون العام المقبل مختلفاً؟ أولاً: لا يكفي الاعتماد على الإقبال الجماهيري كمقياس للعمل الأكثر تميزاً. فمع كثرة المعروض في شهر رمضان وإنتاج أعمال مكونة من 30 حلقة، يمكن بسهولة أن تظلم بعض الأعمال الأكثر تميزاً. ولذلك فمن الضروري أن يكون هناك مهرجان إذاعة وتلفزيون سعودية يمنح الأعمال الأكثر تميزاً جائزة. فلابد من تكريم المتميز والإشادة به ولتكن الجوائز لأفضل عمل درامي وأفضل عمل كوميدي وأفضل عمل كرتوني وأفضل أداء رجالي وأفضل أداء نسائي وأفضل إخراج وأفضل نص. هذا التكريم سيخلق التنافس في تقديم الأجود ويحفز على الارتقاء بالمستوى الفني، كما هو معمول به في كل الدول. ثانياً: حتى نخرج من نفس الدائرة لما هو معروض حالياً، من الضروري فتح المجال لمخرجين ومنتجين جدد ولكن يبقى السؤال: كيف يمكن لمبتدئين في الصناعة أن يقوموا بإنتاج مسلسل من 30 حلقة؟ التلفزيون لا يفسح المجال للأفلام التلفزيونية، مع إنها بداية ممتازة للدخول في عالم الصناعة التلفزيونية وتغيير من قالب المسلسلات الطويلة. فالبدء بمسلسل من 30 حلقة هو شيء متعب ولا يخدم الصناعة التلفزيونية على الإطلاق. إن كان الهدف هو إنتاج مسلسلات تلفزيونية لرمضان فلماذا لا تكون هناك 3 مسلسلات تلفزيونية من 10 حلقات مكان المسلسل الواحد ذي ال 30 حلقة. إذا كان هناك جهة جادة تطمح بالارتقاء بصناعة الأعمال التلفزيونية السعودية فلابد من البحث الجدي لسبل تطوير هذه الصناعة وإلا فإننا سنظل ندور في الدائرة نفسها.