هل تؤيد استمرار إغلاق «مولات الرياض» في اليوم الوطني؟

شهدت احتفالات اليوم الوطني بمدينة «الرياض» خلال الأعوام القليلة الماضية إغلاق «المولات» التجاريَّة، وهو ما يتوقَّع أن يحدث خلال الاحتفال بهذه المُناسبة العام الجاري، وعلى الرغم من التقدير الكبير لكافَّة الخطط والجهود المبذولة من قِبل رجال الأمن لتوفير الأمن والرعاية اللازمين لجميع العائلات التي ترتاد هذه «المولات» في هذا اليوم الغالي على نفوسنا جميعاً، إلاَّ أنَّ هناك من نادى بإعادة النظر في هذا الإجراء وإتاحة الفرصة للعديد من الأسر والعائلات الاحتفاء بهذه المناسبة داخل المولات؛ لكونها تُمثِّل عنصر جذب يجتمعون فيه من جهة، ولعدم وجود أماكن أُخرى كافية داخل مدينة «الرياض» مُهيأةً خلال هذا اليوم يضمن الخصوصيَّة التي تنشدها هذه العائلات، على أن يتم توفير كافَّة الضمانات اللازمة لتحقيق هذه الغاية، حتى لو أدَّى ذلك إلى السماح للعائلات فقط بالدخول إلى هذه «المولات» في هذا اليوم، كما أكَّد عدد من مديري المحال التجارية داخل هذه «المولات» على أنَّ هناك توجيهات صدرت لهم من قِبل أصحاب هذه المحال بإغلاقها في اليوم الوطني، وذلك من بعد الساعة الثالثة عصراً.
وكانت "شرطة منطقة الرياض" قد أغلقت العام الماضي عدداً من الأسواق والمجمَّعات التجاريَّة بمدينة "الرياض"، وذلك بناءً على توجيهات صدرت من "إمارة منطقة الرياض" مبنيَّة ًعلى دراسات أُجريت في هذا الشأن؛ تجنباً لوقوع أحداث خارجة عن إطار احتفاليات "اليوم الوطني" حماية للمواطنين والمقيمين.
"الرياض" وعبر جولةٍ ميدانيَّة شملت العديد من "المولات" التجارية التقت عدداً من البائعين والبائعات، إلى جانب عددٍ من مسؤولي بعض المحال التجارية، وكذلك عدد من مرتادي هذه "المولات"، إذ تمَّ رصد آرائهم حول هذا الإجراء، فكان أن خرجنا بالحصيلة التالية:
رسالة مُبطَّنة
في البداية أكد "محمد سليمان" -بائع في أحد المولات- على عدم تلقيهم أيَّ توجيهات بشأن إغلاق المحال التجارية داخل "المولات" التجارية في اليوم الوطني، موضحاً تلقيهم توجيهات من قبل صاحب المحل تقضي بضرورة رفع ريع المحل من المبيعات في هذا اليوم إلى مبلغ يصل إلى (14.000) ريال تقريباً، وذلك في إشارةٍ من صاحب المحل على مايبدو إلى منح العاملين في المحل نسبةً من هذا المبلغ في حال تمكنوا من تحقيقه - على حد تعبيره -، مُضيفاً أنَّه استنتج بشكلٍ شخصي أنَّ في هذا التوجيه من قِبل صاحب المحل رسالة مُبطنة يشير فيها إلى استمرار العمل بالمحل إلى ما بعد الساعة الثالثة عصراً، وذلك لاستحالة تحقيق هذا القدر من المبيعات قبل هذا الوقت، وأنَّه يوحي بذلك إلى عدم تلقيه أيَّ توجيه رسمي يقضي بإغلاق المحل بعد هذا الوقت، متمنياً عدم صدور أيَّ توجيهات من الجهات المعنيَّة بإغلاق "المولات"؛ ليتمكن هو ورفاقه من تحقيق هذا المبلغ المطلوب.
واستبعد "حسن موسى" - بائع في أحد المحال التجاريَّة - إغلاق المحال التجارية داخل "المولات" التجارية هذا العام، مُشيراً إلى إمكانية تحقيق مبلغ يصل إلى أكثر من (14.000) ريال مقابل مبيعات المحل في حال عدم إغلاق "المولات" في هذا اليوم، مقارناً بين هذا الإجراء لهذا العام وما يتم اتباعه عادةً من حساب لتقديرات المبيعات خلال أيام الأعياد، مُوضحاً أنَّهم لا يتمكنون من الوصول إلى (1%) من هذا المبلغ أثناء أيَّام الأعياد تحديداً، وذلك لإغلاق المحال معظم هذه الأيَّام.
تصرُّفات سلبيَّة
وتوقَّع "محمود عبدالرحمن وائل" -بائع في أحد المحال التجارية- إغلاق المحال التجاريَّة داخل "المولات" بعد الساعة الثالثة عصراً أُسوةً بما كان الحال عليه في العام الماضي، وذلك تطبيقًا لقرار الإغلاق الصادر من الجهات المعنيَّة، مُؤكداً على أنَّ إدارات العديد من المحال التجاريَّة تلقت توجيهات مكتوبة تقضي بذلك، مُوضحاً أنَّه يؤيِّد بشدَّة قرار منع المحال التجارية داخل "المولات" من مواصلة نشاطها بعد الساعة الثالثة عصراً، وذلك على الرغم من زيادة حجم المبيعات المتوقع في هذا اليوم، مُرجعاً هذا التأييد إلى أنَّ هذا الإجراء من شأنه منع حدوث أيَّ مشكلات أو تصرُّفات سلبيَّة قد تحدث من قِبل بعض الشباب تزامناً مع مظاهر الاحتفاء بهذا اليوم.
حماية البائعات
ورأت "نوف جمعة" -مساعدة مدير أحد المحال التجاريَّة- أحقية حصول البائعين والبائعات في هذه المحال على إجازة في اليوم الوطني أسوةً ببقية الموظفين في القطاعين الحكومي والخاص، مشيرةً إلى إيجابية قرار إغلاق المحال التجاريَّة داخل "المولات"، وذلك لحماية البائعات اللواتي يعملن في هذه المحال التي تم تأنيثها بشكلٍ أكبر مما كان عليه الحال في العام الماضي، مُؤكِّدةً على تلقيها وزميلاتها العاملات في العديد من المحال الأخرى توجيهات بإغلاق هذه المحال في اليوم الوطني عند الساعة الثالثة عصراً.
للعائلات فقط
وأيَّدت "نوال الأحمد" -طالبة جامعية وإحدى مرتادات أحد المولات التجاريَّة- إغلاق المحال التجاريَّة داخل "المولات"، مُرجعةً ذلك إلى أنَّه سيحد من التصرُّفات السلبيَّة الصادرة من بعض الشباب والشابات أثناء مظاهر الاحتفاء بهذا اليوم؛ نتيجة سوء فهمهم للتعبير عن الفرحة باليوم الوطني، مُشيرةً إلى العديد من التصرُّفات الطائشة والصبيانيَّة المُتمثلة في إقدامهم على تحطيم بعض محتويات "المولات" وإحداثهم الفوضى والأصوات الصاخبة، مُقترحةً تنظيم فعاليَّات تتماشى مع مظاهر الاحتفاء بيومنا الوطني، على ألاَّ يُسمح بدخول الشباب في هذا اليوم والاقتصار على دخول العائلات فقط، مُشدِّدةً على أن يترافق ذلك مع وجود لرجال الأمن لتنظيم عمليَّة الدخول ومراقبة الوضع عن قُرب لضمان عدم الخروج عن المألوف في التعبير عن هذه الفرحة التي تتكرَّر مرَّة كُلَّ عام.
وأضافت أنَّ عدم وجود فعاليَّات احتفاليَّة مُنظَّمة أدَّى بشكلٍ أو بآخر إلى حدوث هذه الفوضى التي بدأت تتم ملاحظتها في الأعوام الأخيرة، داعيةً الجهات المعنيَّة للسماح بافتتاح المدارس والجامعات والأندية الرياضية لتنظيم بعض الفعاليَّات التي تتناسب مع الاحتفاء بهذا اليوم، وفتح المجال منذ وقتٍ مُبكر لمشاركة الشباب في الإعداد لهذه الفعاليَّات.
توعية الشباب
واعتبرت "نهى السويلم" -موظفة، وإحدى مرتادات أحد المولات التجاريَّة- قرار السماح للشباب بدخول الأسواق والمجمعات التجارية من أهم أسباب استمرار قرار إغلاق الأسواق والمجمعات التجارية في إجازة اليوم الوطني -إن حدث هذا العام كالمعتاد-، داعيةً الجهات المعنيَّة إلى عدم السماح بذلك خلال إجازة اليوم الوطني، وذلك لما قد يصدر من العديد منهم من تصرُّفات غير مقبولة، مُشدِّدةً على أهميَّة توعية الشباب -من الجنسين- وتزويدهم بالمهارات اللازمة لاكتساب ثقافة الاحتفال والفرح، مُشيرةً إلى عدم تأييدها لقرار إغلاق المحال التجاريَّة داخل "المولات، لافتةً إلى أنَّ "المولات" تُعد بمثابة المُتنفَّس الوحيد للعديد من الأسر في هذا اليوم، مُشيرةً إلى عدم وجود أماكن أُخرى بديلةً، في ظلّ حرارة الطقس بمدينة "الرياض" هذه الأيَّام.
محمود عبدالرحمن: إغلاق محال «المولات» بعد الساعة الثالثة عصراً
«المولات» متنفَّس العديد من الأسر في ظل حرارة أجواء مدينة «الرياض»