الواقع يتغير والتقنية تثبت هذا التغير، ليصبح الجيل الحالي رهين ضربة على شاشة هاتف محمول، أو نقرة على لوحة مفاتيح، أو ضحية صورة من كاميرا هاتف، أو أسير مقطع فيديو يشاهده ملايين الناس ليضحكوا من فكاهة صاحبه أو على قلة عقله، هكذا هي الشبكات الاجتماعية التي بدأها فيسبوك ووصلت لأوجها الآن، وكأن بناء شبكة اجتماعية هو القوة الاقتصادية التي تدخل الملايين لجيوب أصحابها. تتغير أفكار الشبكات ولكن لا يتغير أسلوبها، فهي كلها تحوم حول الرغبة في معرفة ما يقوم به الطرف الآخر بعيداً عن الأعين، ومشاركة خصوصية الفرد، بالإضافة إلى مساهمة أفراد المجتمع في التحديث على الشبكة، ليكون النجاح حليفا لشركة تتاجر بخصوصية فرد لم يبالِ بها، وعندما تهل أمطار المكاسب للشركة، تبدأ الشركة في تحديث مسارها إلى طريق جديد حتى تستمر الأرباح ولا تنحسر بعد أن يذيع الصيت وتردد الألسن العنوان. اختلف أسلوب تويتر عما بدأ عليه، فبعد أن كان يعني ماذا تفعل الآن؟، أصبح مكان لدردشة الجميع بين تشارك في الأفكار، وخوض في غمار السياسة، والركض في ساحات التعليق الرياضي، غير مبالين بحدود للحديث أو كرامة للكلمات، وأصبحت خصوصية فيسبوك المحدودة أفضل من أبواب توتير المشرعة على مصراعيها ليختلط فيها الحابل بالنابل، غير معروف من يمسك بزمام الأمور. وبعد هذه الثورة اقتنع الأفراد قبل الشركات بأن الوسيلة الأمثل لدخول نادي المليون، وولوج عالم الثراء هي فكرة لا يشق لها غبار لشبكة اجتماعية تشارك الناس خصوصيتهم، فأتت شبكة "path" بأسلوب أحدث وخصوصية أكثر وعدد أصدقاء محدود، فذاع الصيت وأصبح مكانا لمن يريد أن يكون بعيداً عن صخب مجتمع الإنترنت، فعدد الأصدقاء في هذه الشبكة محدود جداً 150 صديقا فقط كفيلة بأن تصنع مساحة حرية لكل ما يطمح بالحرية. والآن تطل علينا الإنترنت بجديد آخر ألا وهو موقع "keek" وفيما لا يتجاوز 36 ثانية يشارك مستخدم هذه الشبكة مقطع فيديو من تصويره، بغض النظر عن محتواه، ولعشاق الإنترنت هنا حكاية، فكلما كانت عملية التحديث أسهل كلما زاد الإقبال، 140 حرفا في تويتر ساهمت مع الأحداث الأخيرة في انتشاره، و 36 ثانية فيديو لم تكن تحدياً أمام مستخدمي الإنترنت، فلا يستغرق تصويرها أو تحميلها على الإنترنت وقتا كبيرا، إذاً هي السهولة في الاستخدام وبساطة الفكرة سبب نجاح أي شبكة اجتماعية. عام واحد هو عمر موقع "keek" وما يقرب من مليوني مشترك زادت من شعبية الموقع، بالإضافة إلى سهولة مشاركة مقاطعه مع الشبكات الأخرى (تويتر، فيسبوك) وكأن الشبكات الاجتماعية كالبشر تساند بعضها للنجاح، وتقف كالصديق الوفي مع من يريد أن يقلدها وينجح معها. مشاركة الفيديو هي القادم الجديد في عالم الشبكات الاجتماعية، بعد أن تشارك سكان الكرة الأرضية أحداثهم في تويتر، ونشاطاتهم في فيسبوك، وقراءاتهم في قودريدز، ومواقعهم في برنامج قوالا سابقاً وفورسكوير الآن، وأفكارهم وساعات نومهم في "path"، وصوتهم في ساوندكلاود، الآن دور المشاركة بالصوت والصورة وجولة سريعة في موقع "keek" تكفل نزهة في عقول البشر ومنازلهم. مشاركة الفيديو ليست مثل مشاركة الكلمة أو الصورة، فالأخيرة من الممكن عبرها تزييف الحقيقة، أما الأولى فهي تعرض الحقيقة مجردة لا يحجبها ساتر، ولا يعيق رؤيتها شيء، فهل يستمر نجاح موقع "keek" والذي بدأ في مستخدمي الإنترنت في المملكة في استخدامه، ويثبت مدى قوة الإنترنت في ترفيهنا، أم يكون مجرد فقاعة لا تصمد أمام خصوصيتنا، وما يلبث مستخدمو الإنترنت في المملكة أن يملوا منها.