في مقالي السابق عن التحديات أمام وزير العمل. وقفتُ عند العمالة النسائية الوطنية في المؤسسات الأهلية وحصولها على رضا رب العمل. كما حصلت على رضا نسبي للعميل في الأعمال التي تتطلب مقابلة الجمهور كالعمل محاسبات في مركز التسوق الكبرى. عملت النسوة في بعض المؤسسات والشركات كمحاسبات واداريات وتنظيم السجلات. واللائي عملن عبارة عن عينة قد تكون نسبة الخطأ فيها لا تتجاوز الا جزءاً من المئة كما سبق أن أخذت مواقعها في البنوك ووصلت لمناصب متوسطة لكنها لم تصل للصفوف الأمامية الا اللهم لبني العليان . وتميز العليان ليس الا لظروفها التي أتاحت لها حرية التعلم والحركة بالإضافة الى القوة المالية . المشوار للسيدات بدا مع المؤسسات التسويقية أنه صعب جدا رغم أننا عرفنا السيدات في المدن منذ زمن يمارسن حرية العمل بحوانيت لهن . كما يعملن مسوقات لإنتاج مزارعهن. ولم يكن هناك تسلط على حركتهن، ولازال الأمر مقبولا في مدن وقرى كثيرة. الوصاية التي على المرأة تنامت مع اختطاف حقها كإنسانة. واختطاف العملية التعليمية والاعلامية ودور المسجد. وعندما بدأ الأمر جدياً لتصحيح وضعها ليس من اجلها فقط ولكن من اجل الاقتصاد الوطني هبت رياح وعواصف . وجدت وزارة العمل نفسها كما وجدنا أنفسنا جميعا في مواجهة بين قوة الأمل بظروف افضل واكثر إنسانية للمرأة، وقوة تملك التجمع والتخطيط المنظم فبدا الأمر في غاية الإرباك والغرابة . ففي حين نرى المرأة من حولنا يتحسن وضعها تكون المقارنة مؤلمة ومشوّكة لنا. عندما شاهدتُ مجموعة لرجال ذهبوا لوزير العمل مطالبين بقطع رزقها.. بداية ظننتها لرجال أخيار يستعدون لصلاة الاستسقاء كي يبعث الله لنا المطر وما يجلبه من خير. لكن تبين أن تلك المجموعة التي طلبت مقابلة الوزير كانت لثنيه عن عمل المرأة بائعة سواء للأشياء الخصوصية للمرأة أم في مراكز التسوق الكبرى، أو موظفة في مؤسسة تجارية. لقد كان من المفروض ان تكون الزيارة لشكر الوزير بممثلين لا يتجاوزون الخمسة اشخاص مع مناقشة تخوفاتهم بطريقة لطيفة لبقة مثلا إذا كان دوام السيدات المتأخر يقلقهم. فذلك ادعى للتفاهم مع وزارة البلديات لتنظيم ساعات مثلا الدوام ومنها تقصير مدته على ان تكون فترة صلاة العشاء فترة عمل لطول فترة وقت الصلاة إضافة لإمكانية ان يكون هناك تأدية لها بالتناوب، كما يفرض في أماكن عملهن وجود مصلى خاص. رحم الله القصيبي وغفر الله له صرح ذات يوم أن السماء لا تمطر عملًا . رددت عليه في حينها ان عليك أن تعمل . والآن كبر الشق على الرُّقع، ولابد من استمطار الوظائف وهو استمطار ضروري للشباب وصد البطالة التي تمثل نسبة كبيرة من الشباب وهذا يقوم به /فقيه /الآن. ولكن الرياح التي تهب تأخذ المطر بعيدا لأرض بعيدة تكلف 240 مليار ريالا سنويا تعبر البحار. عمل المواطنين في أرضهم يحتاج لقوة تحميه وعلى كل الجهات والوزارات الوقوف بقوة ضد تجار التأشيرات وتنظيم عملية دخول العامل فإذا وجد المواطن الكفؤ منع او أنهي عمل العامل الغريب. وهنا أشير لنقطة مهمة وهي ان الكثير من العمال غير المهرة يأتون زرافات ليتعلموا في وطننا ثم تمتصهم بلدان العالم. بينما يبقى مواطنونا مكانك سر. الوصاية على أمور الدولة بما في ذلك القرارات العليا لن تهدأ الا بسبل السير فيها ومن لا يعجبه فهو حر فيما يريد وسيلحق بالركب ولو متأخرا كما حدث بتعليم البنات وبنات المعارضين له يملأن المناصب الآن.. وتلاميذ معارضي التلفزيون أكثر من تظهر صورتهم عبر قنواته والذين كانوا يرقبون صحون الاستقبال تطوروا للنت وتفرعاته. أخيراً لو بقي الأمر على ما هو عليه فلن نسلم من الوقوف ثلاثين عاما أخرى وسيكون الوطن كله عبارة عن مدارس تخرج، وأبواب مناصحة تفتح. ولا حول ولا قوة الا بالله .