قبل فترة وجيزة احتجت الى مخطوط للمقابلة على مخطوط عندي ، وبحثت عن نسخ أخرى لهذا المخطوط فلم يتيسر لي ذلك خصوصاً بعد الأوضاع غيرالطبيعية في مصر وسوريا وهما عمقنا في باب خزائن المخطوطات. على كل حال اتصلت بمن اعرف من الأصدقاء والجميع اعتذر لطبيعة الأوضاع في مصر وسوريا ، واتصلت بعد ذلك بمركز جمعة الماجد للتراث، وقادني المختص إلى المسؤول عن قسم المخطوطات، وهو الأخ الأستاذ عبد الرحمن طه - وفعلا تحقق من شخصيتي وأرسل المخطوط خلال ساعات عبر البريد الإلكتروني (الايميل)، لقد وفق الشيخ جمعة الماجد في اختياره عن وعي لهذا المشروع الخيري كخدمة للمجتمع والباحثين جعله الله في ميزان حسناته، ومهما قلنا عن هذا المشروع وكيفما وصفنا فلن نوفيه حقه، فالرجل بادر مبادرة شخصية حولها إلى مؤسسة فعالة في آليات خدمة مجتمع الباحثين، وخدمة التراث. هذا الرجل يستحق الإشادة والتشجيع . . لعلنا نوجد في هذا الموقف من يحذو حذوه ، ويقتدي بأفعاله النبيلة ، لقد كان أجدادنا في الخليج وبالرغم من ضيق ذات اليد إلا أن هناك من سمت نفسه لفعل الخير والبر والإحسان ، وقبل مئة عام أي فترة ما قبل البترول وجِد من يفتتح المدارس الخيرية المجانية، وأن يوقف عليها الأوقاف التي تساعد على استمرار هذه المدرسة في أداء دورها العلمي والثقافي.. يجب أن يتعرف أثرياؤنا على دورهم الريادي في خدمة المجتمع والعلم والثقافة فنحن بحاجة ماسة إلى مستودع استراتيجي للتراث المخطوط المحفوظ بأحدث طرق الحفظ التقني، كما أننا بحاجة إلى متاحف ومدارس نموذجية غير استثمارية وأندية للبحث العلمي.. قد يقول لي قائل إن من يقوم بمثل هذه المشاريع إنما يقيمها للوجاهة، وأنا أقول إن هذا الكلام قد يكون صحيحاً فالوجاهة قد تكون دافعا لفعل الخير والبر لكن هذه الأمور من أعمال القلوب التي يجب أن لا تدفعنا الى وأد اعمال الخير بل يجب أن نشجعها ولو كانت لهذا السبب وليت الناس يتسابقون وجاهة للثقافة والبر والإحسان فالحاجة اكبر من الدوافع.