يقولون إن الثقافه أخذت من كل شيء بطرف ، ويقولون إنها الحد الأدنى من المعرفه ويقول ثالث إنها مجموعة من الاتجاهات المشتركه والقيم والأهداف والممارسة التي تميز مؤسسة أو منظمة أو جماعة ما ، وبظني أن الثقافه العامة مطلب ليعرف المرء أين يقف ؟ ولماذا يتحدث ؟ ولم َ يسكت ؟ ومتى ينبغي أن يتكلم ، ومتى يترك مالا يعنيه ، فثقافه المرء تحدد مساره واتجاهه ، بل تحدد أسلوب وطريقة حواره ونقاشه . في اليوم العالمي لحقوق الانسان المصادف العاشر من ديسمبر كانون الأول من العام 1948 م اعتمدت الجمعية العامه للأم المتحده الاعلان العالمي لحقوق الانسان يقيني إن ماجاء به منبثق ومستمد من قيم ومبادئ وأخلاقيات الدين الاسلامي الحنيف وهنا نقف بزهوٍ إذ سبقنا العالم بألفٍ وثلاثمئة وخمسين عاما، يقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع معلنا بعضا من المبادئ والقيم والأخلاقيات، ايها الناس ان دماءكم واموالكم حرام عليكم الى ان تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا ، ألا هل بلغت ؟ اللهم فاشهد. فمن كانت عنده امانة فليؤدها الى الذي أئتمنه عليها، ويشهد من حضر على ذلك ويلزمهم بتبليغ تلك الوصيه لمن لم يحضر وذلك لنشر المبادئ الساميه والأخلاقيات الفاضلة، ولقد تبنت هيئة حقوق الانسان بالمملكه العربية السعودية هذا المبدأ العظيم ليعرف المرء حقه وحقوقه وواجباته والتزاماته وأكد تنظيم هيئة حقوق الانسان بالمملكة العربية السعوديه على تنمية الوعي بحقوق الانسان واقتراح سبل العمل على نشر ثقافه حقوقه والتوعية بها من خلال المؤسسات والأجهزة المختصة بالتعليم والتدريب إذ إن التعليم والاعلام وسيلتان هامتان من خلالهما يعي المرء حقه وحقوقه ويدرك أنه عضو فاعل في جسد واحد ولبنة في بناء شامخ وحبةٌ تثمر الخير والنماء لنفسه ومجتمعه ومحيطه ، فالانسان كائن حي مفكر بطبعه يضع الخطط والاستراتيجيات التي من خلالهما يبني مستقبله ومستقبل أمته ، من خلال ثقافته بما حوله يعيش مطمئن البال ، من هنا أكد خادم الحرمين الشريفين على مبدأين هامين أساسيين نابعين من ادراكه حفظه الله لما لهما من أهمية في حياه الفرد والمجتمع هما نشر وتوعية الفرد لثقافه حقوقه والحوار الوطني فالثقافه المرتكزه على العلم والمعرفة يكون الحوار بناءً هادفاً وتكون نتائجه وتوصياته مثمرةٌ لصالح الجماعه إذ لا حوار بلا ثقافه واعيه ولا مجتمع متماسك بل حوار يفضي الى مصلحة الفرد والجماعة معا ومن قيم ومبادئ الحوار الاخلاص لله ، الرفق واللين ، عفة اللسان ، الهدوء والسكينه ، تجنب رفع الصوت ، حسن الاستماع والفهم ، اجتناب المراء والجدل ، التواضع والصدق ، حسن النيه والأمانه بالقول ، الرغبه بالفائدة والافادة ، العلم بالموضوع وتحديد المفاهيم والمصطلحات ومن ايجابيات الحوار البناء تقوية الصلات وعدم تنافرهمها والوصول الى كلمة سواء إذ هو وسيلة لتنمية الافكار والثقافة والقراءة والاطلاع ، ومن هنا فإن حقوق الانسان تستلزم ثقافة وممارسة واعية توجب على مؤسسات الدولة سواء الحقوقية منها أم التربوية والاعلامية القيام بمسؤولياتها من أجل ايجاد مجتمع متسامحٍ متراحمٍ متآخٍ ، ليعود نفع هذه القيم النبيلة على الأمة جمعاء فالانسان حجر الزاوية في بناء الكيان ولقد حملت هيئة حقوق الانسان على عاتقها هذا الهم ، تسعى إلى ترسيخه وتفعيله وتعمل مع شقيقاتها الهيئات والمؤسسات والوزارات ذات العلاقه في بناء الانسان فكرا وروحا إلى ايجاد انسان يرقى إلى طموح ولاة أمر بلادنا ، من أجل ذلك تسعى الهيئة ممثلة في مجلسها واداراتها الى نشر ثقافه حقوق الانسان إذ اعتمدت لجنة في مجلسها للتعليم والتدريب والثقافه والاعلام ليكون منبرا ومنطلقا لرؤيتها وهدفها ورسالتها الهادفه إلى نشر ثقافه حقوق الانسان وربط أواصر العلاقات مع جميع فئات المجتمع لتصبح الهيئة بإذن الله انموذجاً يحتذى ، ولا غرو في ذلك ، فهي المسؤولة عن الحق والحقوق والمؤتمنه على ذلك من قبل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين اللذين أكدا ورسخا برنامج ثقافه حقوق الانسان ليدرك المجتمع ماله من حق وماعليه من حقوق وتسعى الهيئة وفق خططها الاستراتيجية القريبة والبعيدة المدى إلى بناء شراكه مع مؤسسات المجتمع المدني لتقدم أفضل الخدمات الانسانية وتتطلع الهيئة الى اجراء بحوث ودراسات ميدانية لمعرفة مدى التقيد بحقوق الانسان في النظام والممارسة ، إذ إن الاسلام جاء بثنائية الحق والواجب ، ما احوجنا جميعا إلى نشر ثقافة التسامح والاخوة والتراحم في بيئتنا الاجتماعية وما مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وبرنامج نشر ثقافة حقوق الانسان إلا خارطة طريق نحو الغاية السامية .