برزت في السنوات القليلة الماضية في بعض مدن الأحساء صورة من رغبة الآباء للعودة للماضي الجميل الذي كان الجار يكرم جاره، فبرزت ظاهرة إفطار الحي عبر اجتماع سكان الحي أو معظمهم في مكان واحد "سواء كان ذلك الإفطار في مسجد أو قاعة"؛ ليتناولوا الإفطار سوياً. "الرياض" وقفت على نموذج من هذا الإفطار في (حي بوسحبل) بمدينة المبرز، ورصدت حرص غالبية سكان الحي كباراً وصغاراً على جلب بعض الأكلات الرمضانية من منازلهم؛ ليجتمعوا على مائدة واحدة في صورة رائعة عكست تلاحم ومحبة سكان الحي لبعضهم، والعودة إلى الزمن الجميل الذي كان يضم إفطاراً جماعياً في رمضان للحي الواحد. وعلى الرغم من أن سكان الحي يرجعون في الأصل إلى قرى وأحياء مختلفة، إلاّ أن ذلك لم يمنع من نجاح القائمين على مسجد الحي من تنظيم هذه التظاهرة الاجتماعية الفريدة. إفطار الحي يعيد ذكريات الزمن الجميل..حباً وتواصلاً على الخير وأشار الأستاذ "حسن المتعايش" أحد المشرفين على المائدة إلى أن إمام المسجد السيد "عبدالله الياسين" كان له دور كبير في نشر الحميمية والمحبة بين سكان الحي؛ مما جعل المسجد يقوم بالكثير من المبادرات الاجتماعية والثقافية على مدار العام، ومنها إفطار الحي، وذلك للعام الخامس على التوالي في منتصف شهر رمضان المبارك، مضيفاً أن الإفطار الجماعي لسكان الحي بات حدثاً ينتظره الجميع لما له من أثر في نفوس الجميع. وأوضح "إبراهيم الظفيري" أن الترتيب لحفل الإفطار يبدأ مع بداية شهر رمضان، وفي يوم الإفطار يتوافد المشرفون منذ وقت مبكر، فيما يحضر غالبية سكان الحي الوجبات المنوعة والمشروبات عصراً حرصاً على توزيعها وتنظيمها، كما يشاركون كذلك في ترتيب هذه الموائد على سفرة واحدة. وعن أبرز انعكاسات هذا الحفل السنوي على سكان الحي يؤكد "أحمد الحمدان" و"عبدالله السيافي" على أن تفاعل الجميع منبعه حب عمل الخير، ولقاء سكان الحي مع بعضهم البعض، وزيادة التعارف.