عبر عدد من الطبيبات والفنيات والممرضات السعوديات المشاركات في عملية فصل التوأم السيامي البولندي «داريا واولغا» عن سعادتهن بزيارة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني للطفلتين، والاطمئنان على صحتهما، وأشدن بمبادرة سموه باجراء هذه العملية بالمملكة وعلى نفقة سموه الخاصة. وقلن في أحاديث ل «الرياض» ان هذه الزيارة تجسد منهج الاسلام في التعامل الانساني مع الاصدقاء، واحترامهم وتقدير انسانيتهم، ومد يد العون لهم. وأضفن ان سمو ولي العهد جسد هذه القيم النبيلة للاسلام في هذه الزيارة وقبلها الموافقة على اجراء هذه العملية. وأشرن الى أن حديث سمو ولي العهد اليهن يعد وسام فخر واعتزاز طوال مسيرتهن الطبية. أعتز بديني وفخورة بوطني وقالت الدكتورة نورة العنزي «انني سعيدة برؤية سمو ولي العهد بيننا، يدعمنا، ويقف بجانبنا، ويوجهنا.. سعادتي لا توصف وانا أرى سموه يتحدث الينا مطالباً بالاستمرار في هذا العمل المشرف للوطن». وأضافت: «تخيل معي كم هي سعادتنا كبيرة ونحن بنات الوطن، نفخر بهذا الانجاز العالمي، والمشاركة فيه، تخيل حينما يكون الوطن يشاهد بناته في الصفوف الاولية، والعالم ينظر اليهن.. تخيل ذلك لتعرف كم هي سعادتنا..». وأشارت أن هذه العملية اثبتت مقدرة المرأة السعودية، وقالت: كل ما نريده ان يتفهم المجتمع دورنا، ورسالتنا، ان يقدر تخصصنا، ان يعي ان واجبنا اليوم تجاوز المحلية ليصل الى العالمية.. يجب على بعض افراد مجتمعنا ان يدرك ذلك، عليه ان يتخلى عن نظرته الدونية والتقليل من شأننا.. عليه ان يعرف اننا منذ سنوات ونحن نعاني من ذلك.. عليه ان يغير نظرته الآن.. لنعيش معاً في خدمة هذا الدين والوطن. وأضافت: لقد عانيت كمواطنة وطبيبة سعودية من بعض افراد المجتمع الذين لا يزالون يكرسون المفهوم التقليدي السابق بأن المرأة مكانها المنزل، دون أن يدركوا أن المرأة أيضاً مكانها المنزل والعمل في ميادين الحياة المختلفة. وأشارت الى ان هذه العملية ستمنحنا سمعة طيبة كطبيبات وممرضات سعوديات، وهو ما كنا نحتاجه منذ زمن طويل. وقالت: «ما زال عتبنا على وسائل الإعلام كبيراً، فكل ما نريد منها ان تقوم بدورها في توعية افراد المجتمع بدور المرأة السعودية العاملة في كل المجالات، لا سيما مجال الطب والتمريض». أين إعلامنا؟ كما تحدثت الممرضة السعودية منال الحربي المشاركة في عملية الفصل السيامي، وتعمل حالياً على متابعة حالة الطفلتين البولنديتين بعد إجراء العملية عن سعادتها الغامرة بلقاء سمو ولي العهد، وسماع حديثه الإيجابي والداعم لبناته في هذا المجال. وقالت في تصريح ل «الرياض»: ان القيادة الرشيدة نجد منها الدعم المستمر لعملنا كممرضات، وكذلك من بعض أفراد المجتمع في السنوات الأخيرة، ولكن النسبة الكبيرة من مجتمعنا ما زالت تقلل من عملنا، وطموحنا، اما عن جهل، أو رفض لعمل المرأة خارج منزلها، وهذا غير صحيح. وأضافت: «ان افتتاح كلية للتمريض يعد البداية الحقيقية لدعم الدولة للممرضات السعوديات». وأشارت إلى أننا لا نزال نحتاج إلى دعم أفراد المجتمع ومؤسساته لاسيما وسائل الإعلام. وقالت: أنا هنا أطرح سؤالاً بسيطاً: «أين إعلامنا قبل هذه العملية من دعم المرأة السعودية الطبيبة أو الممرضة؟ لماذا حضروا الآن ولم يحضروا من قبل؟ لماذا تأخروا كل هذا الوقت؟ لماذا تركونا نعاني طوال هذه السنوات من نظرة المجتمع الدونية لنا؟..» أنا هنا أسأل وأريد جواباً.. أنا هنا أسأل لأني مواطنة أعتز بديني، وفخورة بوطني، وأتمنى أن يفهم مجتمعي رسالتنا ودورها الإنساني. وعن حالة الطفلتين السياميتين قالت الممرضة آمال «الحمد لله العملية ناجحة بكل المقاييس، والحمد لله بعد ذلك على نجاح دور الممرضة والطبيبة السعودية أثناء العملية وبعدها». وأضافت: اننا نعمل الآن كممرضات سعوديات على متابعة حالة الطفلتين، وهذا إنجاز كبير بأن يسند لنا هذه المهمة الكبيرة وفي هذا الوقت القصير بعد العملية. الوصول إلى الآخر وقالت الممرضة السعودية لينا الغامدي اننا تعلمنا من هذه العملية الناجحة أشياء كثيرة، لقد تعلمنا كيف يكون الإنجاز على مستوى الوطن، كيف نستطيع أن نعبّر عن قيمنا الإسلامية الرفيعة ونوصلها إلى الآخر، وإن كان يختلف معنا في الجنس والدين. وأضافت: «لقد تعلمنا من سمو ولي العهد اليوم كيف يكون المسلم إنساناً، ينقل قيم دينه إلى الآخر لتعبّر عن الوجه الحقيقي لهذا الدين». وأشارت إلى أن دورها في هذه العملية يتمثل في متابعة حالة الطفلتين بعد إجراء العملية، لاسيما من النواحي الغذائية والطبية. وقالت: رغم انني مازلت في بداياتي الأولى في التمريض، ولكن هذه العملية بالنسبة لنا فرصة لنتعلم منها، ونطور من قدراتنا وامكاناتنا.. المهم أن نتعلم لنصل. واضافت: «ان مستقبل الممرضة السعودية سيكون رائعا، ولكن ليس لكل واحدة، انما لمن تستطيع أن تتطور من نفسها، وتتغلب على نظرة المجتمع القاصرة تجاهها أحيانا». تغذية التوأم وقالت اخصائية التغذية سمر اسكندراني مهمتي متابعة التغذية للتوأم البولندي حيث بدأتا بالرضاعة بشكل تدريجي ولا يوجد لديهما أي مشاكل وأقوم بمتابعة كمية احتياجهما من السعرات الحرارية والبروتينات وكل ما تحتاجانه لتطور نموهما ونحدد كمية احتياجهما من الحليب على الفترات اليومية مع مراقبة أوزانهما. وأوضحت: ان الطفلتين تتناولان في اليوم ما لا يقل عن 100 مل ولكن أخذتا أول رضعة أمام سمو ولي العهد بمقدار 30 مل وهي كانت البداية وقد تناولتا الماء قبيل زيارة سمو ولي العهد. وبينت أن الطفلتين ستستمران على تناول الحليب لحين استقرار وضعهما الصحي، وعند خروجهما من وحدة العناية المركزة الى جناح الأطفال حيث ستتناولان هناك الخضار والفواكه المطحونة. وأشارت الى ان الطفلتين حدد لهما تناول الحليب كل ثلاث ساعات وتعطيان في كل رضعة ما لا يقل عن 100 مل. وتقول الاخصائية اسكندراني انني أفخر بخدمة التوأم السيامي ولدي خبرة جيدة في هذا المجال حيث تعتبر حالة التوأم البولندي هي الثالثة بالنسبة لي بعد التوأم المصري السيامي والتوأم الفلبيني السيامي وأقوم بمتابعتهما من حيث التغذية في داخل العناية المركزة وليس هناك فرق بين تغذية الأطفال السياميين أو غيرهم من الأطفال حديثي الولادة.. غير أن تغذيتهما جاءت بعد عملية مرت في التخدير الطويل والجراحة الكبيرة ولذا تحتاجان لمعاملة خاصة تتمثل في احتياجهما من السعرات الحرارية الخاصة والتي تبدأ بالزيادة تدريجياً ولابد من أخذ الحذر من انخفاض أوزانهما. وأضافت ان الطفلتين تحتاجان الى نحو 180 سعرة حرارية في كل جرام من وزنهما وبالتالي هما بحاجة الى نحو 1000 سعرة حرارية في اليوم وهذا أقل تقدير لهما. من ناحية أخرى تقوم الاخصائية نورة القحطاني بمتابعة حالة التوأم الغذائية منذ خروجهما من العناية المركزة ودخولهما لجناح الأطفال وذلك بالتنسيق مع الاخصائية سمر الاسكندراني في كيفية اطعامهما الحليب. الجدير بالذكر ان الاخصائية سمر اسكندراني حاصلة على بكالوريوس في التغذية وتعمل في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالرياض منذ سنتين.