أطلق عليه قبل أربعة عقود «المستشفى الأوتوماتيكي» وأصبح اليوم «المستشفى السايبيري»

تقنيات متطورة من الخدمات الإلكترونية متاحة للمستفيدين من خدمات "التخصصي"

أخذ مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث على عاتقه منذ افتتاحه عام 1395ه الموافق 1975م تطبيق أحدث التقنيات الإلكترونية، وتبني المبادرات التقنية العالمية، وقد أطلق عليه، حينذاك، لقب «المستشفى الأوتوماتيكي».
وشملت المبادرات التي تبناها المستشفى النظم الطبية، والمالية، والإدارية، والخدمية. وفي عام 1416ه الموافق 1995م دشن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، خدمتي الإنترنت والطب الاتصالي بالمستشفى، مؤكدًا المكانة العالية والريادة الطبية التي حققها المستشفى في هذا المجال.
وكانت إدارة شؤون تقنية المعلومات التي أسست مع بدء تشغيل المستشفى قد ركزت، في بداية الأمر، على استيراد برامج جاهزة، حتى تمكنت في مطلع الثمانينيات الميلادية من الاعتماد على تطوير تلك البرامج الإلكترونية محلياً، وباستخدام كوادر وطنية، من مبرمجين، ومحللي نظم، ما زاد كفاءة العمل وسرعة إنجازه.
وابتداءً من مطلع الألفية الجديدة استطاعت إدارة شؤون تقنية المعلومات أن تركز على الحلول التقنية المتكاملة ونظام تخطيط موارد المؤسسات وتبني تنفيذ نظم المعلومات السريرية المتكاملة، من أجل تحسين الرعاية الطبية عبر اعتماد الوسائل التالية:
• نظام المواعيد الإلكتروني المتصل بالهاتف النقال للمريض.
• نظام الأشعة الإلكتروني الذي ألغى الحاجة إلى الأفلام.
• الملف الإلكتروني للمريض.
• برنامج الصيدلية والوصفة الطبية الإلكترونية.
• برنامج السجلات الطبية الإلكتروني وأرشفتها، والذي يسمح بالتحقق من الإجازة من قبل جهة العمل.
• برنامج شؤون المرضى وإدارة التنويم.
• نظام المختبرات المتكامل وتحليل النتائج المخبرية.
• برنامج إدارة مواعيد العمليات الجراحية ومتابعتها إلكترونياً، ما يسمح لأهل المريض بمتابعة سير العملية الجراحية.
• برنامج متابعة المرضى وسير العمل في قسم الطوارئ.
• برنامج إحصاءات المستشفى والعناية الطبية، حيث يوفر بيانات يومية تسهل توجيه الموارد الطبية حسب الحاجة.
• النظم الإدارية والمالية كنظام الجرد، والمشتريات، والإدارة، والرواتب، والمدفوعات، والموارد المالية والبشرية.
جائزة أوراكل
وقد عمد مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث طوال مسيرته على تبني التقنية الحديثة وتسخيرها لخدمة المرضى، فكان سباقاً إلى إنشاء موقعه الإلكتروني. وخلال هذا العام 2011م أنجز المستشفى بوابته الإلكترونية، التي تمنحه الريادة في مجال التعاملات الإلكترونية بعد أن استغرق تأسيس البنية التحتية عامين تم إنجازها بأيدٍ وطنية ليكون الموقع عوناً للمرضى بإذن الله.
ويعد مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث عبر إطلاق الخدمات الإلكترونية الشاملة في مقدمة المراكز الطبية في المنطقة ومن ضمن المراكز المتميزة عالمياً.
ويتوقع أن يستفيد من تلك الخدمات نحو 900,000 مريض سنوياً من الناطقين بالعربية والإنجليزية في سرية وخصوصية يكفلها نظام التسجيل في الموقع، كما يقدم الموقع نسخة منه عن طريق الجوال.
ومن بين أهم الخدمات الإلكترونية لموقع المستشفى الإلكتروني:
المواعيد والتقارير الطبية:
يتيح الموقع للمريض أن يطلع على بيانات ملفه إلكترونياً كنتائج فحوصات الدم والأشعة وتقاريره الطبية وطباعتها، إذا لزم الأمر، لعرضها على الأطباء دون الحاجة إلى زيارة المستشفى. ويسمح الموقع للمريض بالاطلاع على مواعيده وتغييرها، مع طباعتها دون الحاجة إلى الاتصال بالمستشفى، ما يقلل الضغط على الخطوط الهاتفية. ومن الخدمات المهمة كذلك خدمة توثيق الإجازة المرضية لجميع الجهات الحكومية وغير الحكومية، مع إصدار بيان زيارة المستشفى عند الحاجة.
خدمات صرف الأدوية والمواد الطبية:
من الخدمات الرائدة التي يقدمها الموقع خدمة إعادة صرف الدواء، فيطلب المريض دواءه من خلال الموقع الإلكتروني ليتم إرساله له بالبريد العاجل إلى مقر سكنه خلال 24 ساعة، كما يستطيع المريض التزود بمعلومات حول الدواء الموصوف، ودواعي استعماله، وأعراضه الجانبية. إضافة إلى ذلك، هناك خدمة الحصول على المواد الطبية غير الدوائية مثل صرف أجهزة المفاغرة المعوية، حيث ترسل إلى مقر سكن المريض خلال مدة لا تتجاوز 48 ساعة. وهناك خدمة صرف أجهزة الإعاقة، والتنفس، لتسهيل الأمر على هذه الفئة من المرضى.
الخدمات الاجتماعية:
تتوافر خدمات إلكترونية مهمة كطلب الحصول على سكن للمريض قبل الوصول إلى مقر المستشفى الرئيسي بالرياض، أو فرعه بجدة، وكذلك طلب الحصول على أوامر الإركاب عبر الطيران الداخلي حسب مواعيد المريض.
خدمات علاقات المرضى:
في إطار اهتمام المستشفى برضا المريض وراحته تم إنشاء خدمات علاقات المرضى الإلكترونية، والتي تسمح له ببث شكواه إلكترونياً للإدارة المعنية، والحصول على حل للمشكلة، أو تلقي الرد خلال ساعات، بالإضافة إلى خدمات خاصة بالمرضى المنومين كخدمة الحصول على سجادة صلاة، أو سواها.
الخريطة التفاعلية للمستشفى:
يستطيع المريض من خلالها التعرف على أقسام المستشفى، وأماكنها كافة كما هي في الواقع. ويمكنه من خلال الخريطة السير في أنحاء المستشفى دون أن يواجه صعوبة في أثناء زيارة الأقسام المختلفة.
خدمة التثقيف الصحي الإلكتروني:
يتميز الموقع الإلكتروني باحتوائه على موسوعة طبية تُمكِّّن المتصفح من البحث والتنقل بين الأمراض من خلال محرك بحث متطور باستعمال حرف، أو كلمة، أو مجموعة كلمات تدل على المرض. ويوجد، أيضاً، برنامج ثلاثي الأبعاد لجسم الإنسان، يسمح للمتصفح بتحديد الجزء المصاب بالمرض، ليقوم الموقع بتزويد المريض بالمعلومات كافة عن المرض.
وتنقسم المعلومات الطبية المتاحة إلى نوعين: معلومات تتعلق بحياة صحية أفضل، ومعلومات تتمحور حول الأمراض، خصوصاً التي تعالج في المستشفى. وتعرض المعلومات من خلال صفحات مفهرسة تحوي أسباب المرض، وأعراضه، وطرق تشخيصه وعلاجه، مع روابط لمن رغب في معلومات أكثر عمقاً عن المرض. وتلحق بذلك ملفات صوتية ومصورة تعرض المعلومة بالصوت والصورة، لكي يسهل استيعابها.
خدمات مرئية وسمعية عبر الإنترنت:
تم افتتاح قنوات فيديو في مواقع الاتصال الاجتماعي تسمح لمرتادي الإنترنت بالاطلاع على المحاضرات الطبية التثقيفية التي يقدمها الطاقم الطبي بالمستشفى، كما تم تأسيس برنامج تلفاز الإنترنت، ليبث برامجه حول آخر منجزات الطب الحديث، وإنشاء مدونات يديرها قسم التثقيف الصحي بالمستشفى، بالإضافة إلى توفير مطبوعات المستشفى التثقيفية على الموقع، ليتم تصفحها بطريقة ثلاثية الأبعاد.
ركن الطفل:
لم يستثنِ الموقع، في خضم اهتمامه بالمرضى البالغين، مرتاديه من الأطفال، فخصص لهم قسماً ينقل المعلومة الطبية عن طريق الصور المتحركة، والألعاب الإلكترونية التفاعلية، والقصص المصورة.
جوائز عالمية لتميز المستشفى إلكترونيًا:
حقق مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث عدداً من الإنجازات والجوائز، منها جائزة «أوراكل» للتميز كأحسن مؤسسة للرعاية الصحية تقوم بتنفيذ نظام تخطيط موارد المؤسسات. وقام أعضاء فريق مستودع البيانات في المستشفى بتأليف كتاب يشرح تجربتهم، ويسهل تبادل الخبرات مع مؤسسات الرعاية الصحية في العالم. وحصل الكتاب على لقب «كتاب العام» عام 2008 من دار «هيمس» للنشر، وأصبح مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث إحدى المؤسسات الصحية الرائدة التي تعتمد، في اتخاذ القرار، على تحليل البيانات المخزنة «مستودع البيانات الإلكتروني».