يتدافع المواطنون خلال فترات المواسم السياحية على العروض التي تقدمها وكالات السفر والسياحة؛ للظفر بفترة سياحية في إحدى الدول، حيث تقدم الوكالات خصومات واضحة على أسعار الفنادق والخدمات المقدمة باستثناء قيمة التذاكر، بحثاً عن أكبر عدد من العملاء والمسافرين. وانتقد مواطنون أسلوب العروض الترويجية، مرجعين ذلك إلى أنها تفتقر للمصداقية، بينما أكد مختصون أن الوكالات تتقاضى نسباً تفوق النسبة المتفق عليها دولياً، والتي لا تتجاوز (7%) بينما تتقاضى أكثر من (15%). والمواطن الذي يبحث عن أقل الأسعار في وقت يزداد فيه غلاء المعيشة، لا يتابع ولا يسأل عن مصداقية تلك العروض، بل يسارع في الحجز لإرضاء «أم العيال» في المقام الأول، ومن ثم يحصل على أقل الأسعار، بالرغم أن مسارعته هذه لا تسمح له في حال حدوث ظرف طارئ باسترجاع قيمة تلك الحجوزات، حيث أفاد مختصون في السياحة أن تلك الحجوزات متفق عليها بين الوكالات والجهات المعنية، بحيث يتم تسجيل أعلى نسبة حجز وفقاً للسعر المطروح. يصل ارتفاع أسعار التذاكر الدولية من بداية شهر يونيو إلى نهاية عيد الفطر 80% عمولات متفق عليها عن هذه التجاوزات أوضح «محمد الأمير» -مدير فرع إحدى وكالات السفر والسياحة- أن هنالك عمولات متفق عليها مسبقاً مع خطوط الطيران وتُؤخذ من قبل العميل، ولا يجوز بأي حال من الأحوال تجاوز هذه النسب مطلقاً، ولكن يتم ملاحظة بعض التجاوزات التي تحدث أحياناً من قبل بعض الوكالات في أوقات الذروة، كالاجازات الموسمية وفترة الربيع والمناسبات الأخرى. رقابة ضعيفة وقال «الأمير»: إن نسبة عمولة وكالات السفر والسياحة على الرحلات الخارجية (7%)، وهي النسبة المقررة من قبل منظمة «الاياتا» ولا يجوز تجاوزها، إلا أن الدور الرقابي على هذه الجهات من قبل الجهات المختصة ضعيف للغاية، والدليل حصول تجاوزات في العمولات المقررة وربما وصلت (15%). محددة قانوناً وقال «عثمان الصوص» -موظف إحدى وكالات السفر والسياحة-: إن الرحلات الداخلية محددة قانوناً من قبل الخطوط الجوية العربية السعودية، حيث ان نسبة الزيادة على كل تذكرة هي 15 ريالا، عبارة عن عمولة وكالات السفر ولا يجوز تجاوزها بأي حال من الأحوال، موضحاً أن الفترة ما بين 1 سبتمبر إلى نهاية شهر يناير، هي فترة نشاط العروض للرحلات الخارجية، حيث ان الأسعار تقل خلال العرض بما يتراوح بين (30%) إلى (40%)، مشيراً إلى أنه من نهاية شهر يناير إلى نهاية شهر فبراير تبدأ إجازة منتصف العام، وترتفع الأسعار بنسبة (15%)، بالإضافة إلى ثلاثة أشهر بالسنة وهي من بداية شهر مارس إلى نهاية شهر مايو، حيث تنشط العروض على الرحلات الدولية بما فيها حجوزات الفنادق، بعد ذلك ترتفع الأسعار في الفترة من بداية شهر يونيو إلى نهاية عيد الفطر المبارك، وترتفع الأسعار بنسبة (80%)، وهي الفترة التي تحدث فيها غالباً التجاوزات من حيث الأسعار والمميزات التي ترفق بالعروض المتاحة للعملاء. خداع المسافرين وعن أبرز ما يعاب على هذه العروض أوضح «بسام العبد الله» -أحد عملاء وكالات السفر والسياحة- أنه تتم الاعلانات عن هذه العروض من قبل الوكالات، ويتم اكتشاف اختلاف الأسعار عقب طلب الحجز بناء على هذه العروض، مطالباً وكالات السفر بالالتزام بالعروض المقدمة مسبقاً، وعدم خداع المسافرين بهذه الأسعار التي هي غالباً ما تكون مزيفة كما حصل معي في السابق، حين اكتشفت بعد طلب حجز على أحد العروض بحكم أسعارها والتي بدت مقنعة لي تماماً زيف هذه المبالغ، مؤكداً على أن المصداقية في أسعار العروض تعكس مدى مصداقية هذه الوكالات مع عملائها ومدى اهتمامها بهم. توفير الوقت وقال «حمد التمار» إن هذه العروض المقدمة من قبل وكالات السفر والسياحة تساعد على توفير وقت كبير للمسافر، حيث ان بعضها يتضمن خدمات «الفندقة» ذات الخدمات الفخمة والمتوسطة، ولها دور كبير في عملية الترتيب للمسافر، إلى جانب رسم الجدول الزمني والمكاني للمسافر، خصوصاً الرحلات السياحية ذات الطابع الترفيهي. السُمعة والخبرة وأوضح المواطن «فهد الدوسري» أن العملاء يتوجهون نحو الوكالات ذات السمعة الطيبة والخبرة الكبيرة في هذا المجال، مضيفاً أن هنالك بعض الوكالات تستغل العملاء من حيث الأسعار العالية مقابل هذه العروض، وعن مدى جودة ما تُقدمه قال: إنها تختلف من وكالة إلى أخرى، فهنالك وكالات ذات خبرة طويلة وعلاقات جيدة مع العملاء وتسعى جاهدة لإرضاء عملائها. استغلال الإجازات وتحدث «عبد العزيز كانو» -عضو اللجنة السياحية بغرفة الشرقية- قائلاً: إن وكالات السفر والسياحة تستغل المواسم والاجازات لطرح العديد من العروض التسويقية لرحلاتها الدولية، مع إقامة فنادق ووجبات، مضيفاً أن هذه المواسم تُعد بالنسبة للوكالات فرصا جيدة لرفع فوائدها ومدخولاتها ضمن الأطر النظامية، ووفق الفوائد المسموح بها، بالرغم من أن هنالك وكالات أو جهات قد تتجاوز الحد المسموح به لها في نسب الأرباح من قبل المسافرين. فروق واضحة ويتجه غالبية العملاء نحو الوكالات ذات السمعة الطيبة والخبرة الجيدة في هذا المجال، حسبما أكده «طارق التميمي» -عضو اللجنة السياحية بغرفة الشرقية-، حيث أشار إلى أن هنالك فروقاً واضحة بين الخدمات المقدمة من قبل هذه الوكالات، فمنها على سبيل المثال تقديم العروض المغرية وبأسعار زهيدة، لتتفاجأ بعكس الخدمات المتوقعة؛ نظراً للاطلاع على العروض المسبقة، ذاكراً أن هناك أيضاً وكالات ذات سمعة طيبة ومجهود واضح وراقٍ، مما ينعكس ايجاباً على اقبال العملاء عليها وتكوين قاعدة عملاء أكبر. نسب الأرباح وأكد «عبد الله القحطاني» -رئيس اللجنة السياحية بغرفة الشرقية- على أن هنالك تجاوزات تحدث من قبل بعض الوكالات من حيث استغلال المسافرين وعدم الالتزام بالعروض المقدمة للعملاء، وكذلك ارتفاع نسب الأرباح من قبلهم، إلى جانب تجاوزهم للأرقام المسموح بها، موضحاً أن اللجنة تبذل جهوداً من أجل الرقابة على نظامية سير العمل لدى هذه الوكالات ومدى التزامها بالنسب المحددة لها كفوائد من قبل العملاء، ذاكراً أن أبرز ما يُعاب على الوكالات هو مخالفتها للعروض التي تقدمها للعملاء، وهذا ما ينعكس سلباً على مصداقيتها وكذلك السوق بشكل عام.