إن مجرد الاستعانة بشركة أرامكو لإدارة مشروع تصريف الأمطار والسيول ، دليل على عجز أجهزة الأمانة البيروقراطية وشللها ، وهذا العجز واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ، فقد فوجئت بكارثة يوم الأربعاء ، وكأن كارثة مماثلة لم تحدث قبل عام ، وتكررت نفس الجرائر والمآسي التي حدثت من قبل ، ولهذا لم يكن هناك مناص من الاستعانة بشركة أرامكو ، مع أن هذا العمل لا يدخل في تخصصاتها ، ولكن لديها القدرة على التخلص من الروتين والمعوقات الإدارية ، والخبرة في الإشراف الإداري والفني ، واختيار الشركة القادرة للقيام بالعمل المطلوب ، وقد أثبتت قدرتها في إنجاز مشروع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في الموعد المحدد له ، وقد عهد إليها بالإشراف على مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة ، على أننا يجب أن لا نقوم بتكليف أرامكو بتصميم ومتابعة تنفيذ كل مشاريع الدولة ، لأننا بذلك نحملها ما لا تطيقه ، وقد ينتهي بها الأمر إلى الوقوع في دهاليز البيروقراطية ، وهناك شركات استعنا بها في الماضي مثل شركة بكتل وسلاح المهندسين الأميركي وغيرهما من الشركات العالمية ، ويمكن أن نلجأ إليها الآن وفي المستقبل ، وليتنا نكلف إحدى هذه الشركات بإنجاز مشروع الصرف الصحي في جدة ، الذي لن يكتمل في ظل الإدارة الحالية..