سيدة سعودية (بنت وطني) هجرها زوجها، أخفى أوراقها الثبوتية، لديها أولاد، كيف ستعيش؟ إما أن تتسول أو تعمل؟ ماذا تعمل وهي لا تجد فرصة عمل في بلاد 9 ملايين أجنبي؟ اتجهت الى أن تعمل "خادمة منزلية براتب 800 ريال"، في حين أن الجمعيات الحكومية تقدم دعم 800 ريال شهريا لمحدودي الدخل لمن تنطبق عليهم الشروط، ولكن لا أوراق لديها، وقد تكون هذه السيدة متعلمة بدرجة ما، ولكن لن تحصل على عمل وإن كانت جامعية كحال كثير من بناتنا، قصة أخرى لي شخصيا، دخلت سوبر ماركت آخذ ما أريد قبل خروجي قدم لي صاحب السوبر ماركت "كرت" توقعت أن يكون يخصه، ولكن كان عن "طباخة" سعودية "أم ....." أكلات شعبية وغيرها، مرفق رقم الموبايل وغيره؟ أذهب كثيرا لأسواق الديرة بالرياض خاصة الجمعة إن سنحت الظروف، وحين تأتي من الجهة الجنوبية من مركز التعمير وغرب إمارة الرياض ستجد كما هائلا من السعوديات يفترشن الأرض ماذا يفعلن؟ يبيعن الحلويات والألعاب وغيره كثير على الأرض، وصاحبنا الشرق آسيوي بجوارها بمحل تجاري مكيف وعلى الكرسي أمام مشهد المواطنات السعوديات في بلادهن. هذه المواقف والوقائع الثلاثة حقيقة وواضحة ومثبتة لا تحتاج إلى شهادات أو تأكيدات، حقيقة تشعر بالألم الشديد حين ترى سيدات سعوديات يعملن أي شئ لكي تكسب "قوت" يومها، لكي تكفي حاجتها وأولادها في زمن لم يعد "الرجل" لمن ترك زوجته محل ثقة أو أمان لها، في زمن مهما حصلت المرأة من تعليم لن تجد عملا لضيق فرص التعليم ووضع العراقيل لعمل المرأة كما نشاهد الآن من وظائف "الكاشيرات" ولم نتحدث عن بائعة أو صيدلانية بصيدلية أو فندق أو مكتب سفر وسياحة أو أو، لا زلنا نتحدث عن "كاشيرة" وكأن الدنيا ستنهار حين تعمل المرأة لتعف نفسها وتحقق طموحها بخطوات متدرجة، فليس كل مرأة لها عائل أو منفق، ولم تتعلم المرأة لمن تريد لكي تبقى بمنزلها في زمن نحتاج عملها بدلا من غرق البلاد بعمالة أجنبية لا نحتاج ثلثيها. حين تعلم المرأة "طباخة" بمنزلها وافترض أن تكون سيدة كبيرة في السن محتاجة أو فقيرة، ولا سبيل لكسب قوت يومها إلا بهذا العمل، فما الذي يمنعها من أن تدعم وتفتح مطعما بدلا من العاملين بهذا القطاع وندرك أي جنسيات تعمل بها. لماذا وضعت المرأة السعودية من تحمل الماجستير وحتى الدكتوراه وحتى الأمية التي لم تتعلم، في زاوية النسيان؟ لماذا لا توفر لها فرص العمل، وقد استحوذ عليها المقيم الأجنبي بكل المهن الحرة الصغيرة والمتوسطة، ولن أقول أين هيئة الاستثمار وأين وزارة العمل ووزارة التجارة وغيرها، ولكن أين المشرع المخطط كيف يمكن أن يحدث ذلك وبمنطق مقلوب لا تفهم مبرراته، حين يضيق على نساء الوطن ويفتح الباب بلا تحفظ للمقيم بتستر أو غيره، لماذا نتجه لهذا الاستنزاف المهلك إقتصاديا واجتماعيا، فأصبح الأجنبي هو صاحب الأرض والمواطن هو الغريب في بلده، يجب أن نعيد صياغة منح العمل وفرصة لأبناء هذا الوطن شبابا ونساء، وهي تدر الملايين، ولكن بمنح الفرصة والتدريب والدعم والصبر، من الخطأ الاستمرار بهذا التوجه الذي أوجد لنا بطالة معلنة تقارب المليون مواطن في وطن يعاني من 9 ملايين أجنبي.