هل يعتقد الأمير عبدالرحمن بن مساعد وهو يعلن بنبرة حزينة استقالته أنه وجد الحل الأمثل لخسارة الهلال؟، أو أنه وجد الطريقة المثلى لمواساة الهلاليين؟. عندما يقول رئيس الهلال المثالي جداً أنه يتحمل بمفرده الخروج الهلالي المر، فنحن نقول ليس الأمر ما تقول يارئيس الهلال، فالخسارة والفوز لا يمكن أن يتسبب بهما أو يتحملهما شخص بمفرده فكرة القدم تقوم على منظومة متكاملة بدءًا من الإدارة ومروراً بالجهاز الفني وانتهاءً باللاعبين. الاعتذار يجب أن يقدمه اللاعبون الذين خذلوا جمهورهم وخذلوا رئيس النادي، ولم يقدموا ما يشفع لهم، فاللاعبون ظهروا وكأنهم أشباح لم نجد بينهم سوى رادوي وحسن العتيبي. أين روح لاعبي الهلال الذين عرفوا بها؟ وأين الحلول الفردية والجماعية التي يمكن أن يقدمها اللاعبون داخل الملعب... تساؤلات يمكن طرحها هنا وهناك وليس بينها أسئلة تتعلق بعمل وإدارة رئيس الهلال. عندما تحلى الأمير عبدالرحمن بن مساعد بالشجاعة النادرة التي تغيب عند الكثير من رؤساء الأندية فإنه أراد أن يجنب اللاعبين المسؤولية الكاملة وأن يبعدهم عن السخط الجماهيري. رسم عبدالرحمن بن مساعد صورة زاهية للعمل النموذجي الذي يمكن أن يوصل أي ناد إلى الاحترافية، عندما نقول هذا فهذا يعني أن رئيس الهلال اسس مفهوماً جديداً للعمل ورسم الأدوار ولكن أن يتحمل الخسارة بمفرده فهذا يتنافى البتة مع مفهوم الاحترافية التي طبقها الأمير عبدالرحمن في سنتين وجعل الجميع يقتفي أثره في تطبيقها في الأندية الأخرى. موسمان فقط جعلنا عبدالرحمن بن مساعد نتكلم عن كرة القدم وشؤونها باحترافية، ونحكم على الواقع الكروي باحترافية، ونتعامل مع الوسط الرياضي الخطير جدا بكل مكوناته باحترافية عالية جداً. يغادر- ونتمنى أن لا يفعل- رئيس الهلال الساحة والجميع يشهد له بالكفاءة والتعامل الأمثل، لم يتهجم على حكم أو ينتقص من شأنه الخاص أو العام، تعامل مع الأندية ومنسوبيها بمثالية يندر وجودها في الوسط الرياضي.، إذا فليس الحل أن يرحل وإنما الشجاعة تكمن في بقائه ليقدم درساً جديداً في التعامل مع الأزمات، ويقدم نموذجاً جديداً لكيفية تجاوز الخسارة وإعادة الأمور إلى نصابها.