من حق الإعلام النصراوي أن يوظف آلته الإعلامية للتشويش على أي نتائج تظهرها استطلاعات الرأي التي تقوم بها جهات معتبرة محلية وعالمية حول النادي الأكثر جماهيرية في السعودية، خصوصا وأنها قد صبت جميعا في مصلحة الهلال. وليس مستغرباً أن يسخر رئيس النصر الأمير فيصل بن تركي من تلك الاستطلاعات وان يسمها ب"رخيصة الثمن" وأنها "تقدم نتائج مضحكة ومكشوفة" طالما أن محصلتها لا تصب في مصلحة ناديه، بل وتضرب في حجر الزاوية في النادي الأصفر، وأعني (جماهير الشمس). كما ليس من المنطقي أن يجبر الجمهور النصراوي على قبول تلك النتائج، وهي التي تفضح واقعاً ظل يرفضه طوال عقود من الزمن، وفوق ذلك تحشره في (خانة اليك) أمام خصمه اللدود (جماهير الزعيم). ومن يعتقد أن رفض مثل هذه النتائج حالة نصراوية فهو واهم، فحتى عالميا وعلى غير صعيد يوجد مثل هذا الأمر، فبعض الدول وكذلك السياسيين نراهم يرفضون بعض النتائج ويشككون في صدقيتها لاسيما تلك التي تصب في غير صالحهم، خصوصا إذا ما كانت تلك النتائج تفضح واقعا، أو تهدد مكانة، أو تقلل من قيمة، أو تزعزع شعبية. في الولاياتالمتحدةالأمريكية - مثلاً - خرج جون ماكين المنافس الجمهوري على سباق الرئاسة مع منافسه الديمقراطي باراك أوباما مشككا في كل نتائج استطلاعات الرأي التي ذهبت إلى أن الأخير هو الأكثر شعبية، وهو الأقرب للفوز بالرئاسة، وذلك قبل شهر من الانتخابات التي جرت في نوفمبر 2008، وظل ماكين على تشكيكه وطعنه حتى أصبح في قبالة الحقيقة التي هزمت تشكيكه حينما دخل أوباما البيت الأبيض بينما بقي هو خارج أسواره على طريقة (الميّة تكذب الغطاس). حتى وقت قريب كنا لا نملك أي أرقام تثبت أي الأندية السعودية الأكثر جماهيرية، ولذلك كانت الغلبة لأصحاب الصوت العالي، حتى ظهرت شركة (زغبي) بنتائجها في العام 2008، وهي الشركة العالمية المتخصصة التي جاءت بدعوة من النصراويين والهلاليين أنفسهم، والتي اكتشفنا مؤخرا بأن شرفيين في النادي يملكون حصة من أسهمها، وهي التي أثبتت بأن جماهيرية الهلال تتفوق على جماهير الاتحاد والأهلي والنصر مجتمعين بواقع 42% مقابل 41% للأندية الأربعة مجتمعة، وهي ذات النتائج التي أثبتتها مؤخرا شركة (إبسوس) الأمريكية مع اختلاف لا يذكر، وهو ما أثبتته قبل ذلك شبكة (ART) في استفتاء لها ومثلها جهات إعلامية أخرى. ثمة من يريد أن يقفز على الحقيقة بالحديث عن (القوة الشرائية) استنادا على تصويت (زين) لأفضل فريق ولاعب، متجاهلا (القوة الشرائية) فيما يتعلق بمبيعات منتجات الأندية التي أعلنتها هيئة دوري المحترفين، وقبل ذلك قيمة عقود الرعاية التي وضعت الهلال في المقدمة بلا منازع، وهم الذين يحملون أرقاما ثابتة وقيما واضحة يمكن القياس عليها، بينما التصويت بتقنية رسائل (SMS) لا يعرف حتى اللحظة عددها ولا قيمتها المالية، ومع ذلك فلا بأس من تنصيب الفائز فيه بالفريق الأكثر تصويتاً.