قبل أيام قليلة تقدمت لمكتب القنصلية البريطانية بالرياض للحصول على تأشيرة سفر لمدة 5 سنوات لبريطانيا، وكانت أوراقي كلها مكتملة بنظري، وحين ذهبت للمكتب أبدى لي أسفه أنها ناقصة بكشف حساب يجب أن يكون باللغة العربية، وخلال يوم حصلت على كشف حساب كما طلب باللغة الإنجليزية، ودخلت للمكتب بحي السليمانية بكل سهولة وسلاسة وبدون رجال أمن أو تفتيش، مجرد حصلت على الرقم وخلال " دقيقتين " أصبحت أمام الموظف، استوفيت الشروط، طلب مني إجراء " البصمات " لليدين والعين، ومنذ دخلت حتى خرجت لم أستغرق 13 دقيقة بدون أي مبالغة، وأبلغتة أني على سفر ولن أحضر للحصول على جواز السفر، أبلغني الموظف أن رسالة جوال ستأتيني عن كل ما يخص جواز سفري، بعدها بيومين وصلتني رسالة وأنا خارج الرياض برحلة سفر أن جوازي جاهز وانتهى كل شيء، كل العملية استغرقت يومين لا أكثر، وبعد عودتي حصلت على جواز سفري بتأشيرة 5 سنوات تتعلق بعمل خاص، طبعا اشتكى كثير من يريد تأشيرة لزيارة المملكة كرجل أعمال أي إجراءات تواجهه ومصاعب يتكبدها ونحن نحصل على تأشيرة بيومين وهم لأسابيع إن حصل عليها. الآن، لنقارن ما يحدث بمطار الرياض، ولكل من يريد أن " يتفرج " عليه أن يذهب لمطار الرياض أو جدة، سيجد مئات البشر يفترشون الأرض أو واقفين، هؤلاء يأتون من شرق آسيا وهم عمال غالبا، ولم يشمل الخادمات حتى الآن، لماذا كل هذا البشر الذي يستغرق ساعات قبل خروجة من باب المطار ؟ لكي يتم أخذ بصماتهم كإجراء جديد لم يطبق منذ سنوات والآن انكشفت أهميتة، السؤال لمن أصدر هذا القرار بما أن العامل حصل على تأشيرة للعمل بالمملكة، فلماذا لا تؤخذ بصماته المطلوبة مع التقدم للحصول على التأشيرة ؟ لماذا لا يكون من السفارة السعودية بالبلد المصدر لها سواء الهند أو باكستان أو بنغلادش أو أي دولة كانت؟ لماذا كل هذا العناء والجهد الكبير والتكلفة العالية والمنظر غير الحضاري أبداً كما نشاهد بمطار الرياض وغيرها، متى تنتهي هذه المشاهد المؤلمة حقيقة وتظهر أين نحن مقارنة بما حصل لي أو غيري ممن يسافرون للخارج. مشهد آخر، فقد أرسل لي الأخ خالد الحارثي وهو من يعمل بالقنصلية السعودية بجزيرة هونغ كونغ، وهذه الجزيرة أعرفها تماما منذ أكثر من خمسة عشر سنة بزيارة شبه سنوية لأعمال خاصة، يشتكي الأخ خالد من سوء معاملة جوازات مطار الملك خالد، فقد اشتكى له وللقنصلية رجال أعمال صينيون من "سوء التنظيم، والتأخير، وعدم الاحترام لهم " لدرجة أن وصف الأخ خالد أن موظفي كاونترات مطار الملك خالد " يقرؤون الصحف ويأكلون" فصفص" ؟؟ ولنا أن تخيل رجل أمن بالمطار بهذا السلوك ؟؟!! وللحقيقة أنني قد زرت معظم دول الشرق من كوريا وتايوان والصين وفيتنام وغيرها والدول الغربية كثير منها، لا يمكن أن تشاهد من يقرأ صحفاً أو " يأكل " على كاونتر جوازات أو تجد طوابير لا آخر لها، بل نشهد " انضباطاً والتزاماً واحتراماً وإنجازاً تاماً"، ولا تتأخر كوقت نهائيا. أعتقد أن مراجعة أداء موظفي الجوازات خاصة ممن يعملون بالمطارات تحتاج كثيرا من العمل وخاصة " الابتسامة " وإعادة " تدريبهم "على التعامل مع شرائح المجتمع، والإنجاز، نحتاج كثيراً من العمل من رجال نفترض أنهم الأكثر " انضباطاً والتزاماً " .