هل الظروف الاجتماعية والمشاكل الأسرية هي من يدفع مسناتنا إلى الانتحار؟ هذا هو التساؤل الذي لم نجد الإجابة عنه حتى الآن, الأخبار المتفرقة التي تناولتها الصحف المحلية حول حوادث الانتحار التي أقدمت عليها مسنات قاربت أعمارهن 80 عاما هي حوادث دخيلة على مجتمعنا المسلم فكيف لوكانت لنساء مسنات هنا ترتفع درجة الغرابة ولكنها حدثت وسجلت في محاضر الشرطة والتحقيق الجنائي بأنها حوادث انتحار نظراً إلى الطرق التي أنهت بها هؤلاء النسوة حياتهن فقبل عامين حدث في مركز ثرب بمحافظة مهد الذهب أن قامت مسنة برمي نفسها في خزان مياه المنزل حتى فارقت الحياة غرقاً, وفي نفس المحافظة قامت مسنة بلف طرحتها حول عنقها وربطتها في سقف الغرفة حتى فارقت الحياة شنقاً, وآخرها ماحدث في صامطة عندما قامت مسنة بسكب مادة الكيروسين على نفسها وأشعلت النار فيها حتى فارقت الحياة حرقاً, والملاحظ أن هذه الحوادث وقعت في قرى وهجر صغيرة لا يزال أهلها يألفون الحياة الأسرية البسيطة ولا أعتقد أنهم يحترفون لغة الانتحار, لذا نحتاج إلى دراسة وتحليل الحالات اجتماعياً حتى نستطيع معرفة الدوافع والأسباب التي أدت إلى تكرار تلك الحوادث .. التفسير الآخر هو أن هؤلاء المسنات في سن 80 عاماً هي مرحلة الشيخوخة المتقدمة ولا اعتقد أنهن في سن تدفعهن إلى الانتحار, ومن وجهة نظري أن التفسير المنطقي لوقائع تلك الحوادث هو أن لها علاقة بالجانب الصحي والنفسي وإصابتهن بالأمراض النفسية والخرف الذي يجعلهن لا يتحكمن في تصرفاتهن وأفعالهن وخاصة أن تلك القرى بعيدة عن مراكز وعيادات الطب النفسي, ومن جهة أخرى نجد أن عدد حالات الانتحار لدى السعوديين خلال العامين الماضيين بلغ (109) حالات منهم ((85)من الذكور والنساء (24) وشكّل الذكور ما نسبته 87% أما الإناث فشكلن 13% في العام الأول بينما شكلن في العام الثاني ما نسبته للذكور 77% والإناث 23 % فيما نسبة السعوديين من الذكور بين المنتحرين 33% وبلغت نسبة الإناث السعوديات 11% من إجمالي نسبة السعوديين المنتحرين. وتبين أن ارتفاع نسبة الانتحار وقتل الإنسان نفسه بين الرجال والنساء الذين بلغوا سن النضج بسبب مشاكل نفسية أو اجتماعية أو زوجية أو بسبب أمراض مزمنة لا يرجى شفاؤها, عافنا الله وإياكم ورحم موتى المسلمين..