أصبح برنامج حجر الزاوية من البرامج التي لاقت أصداء واسعة داخل المملكة وخارجها على مدار الخمسة الأعوام، وفي هذا العام كان للبرنامج نقلة مميزة تحدث عنها مقدما البرنامج، حيث قال فهد السعوي ل (ثقافة اليوم): بعد مرور ثلثي الشهر حقق برنامج (حجر الزاوية) نقلات نوعية كان لها أصداء واسعة حيث استطعنا أن نجمع أكثر من عنصر تميز في البرنامج، فعلى سبيل المثال نحن هذه السنة نرفع شعار دعوة الى الفاعلية، وتحت هذه الدعوة وزعنا حلقات البرنامج على اربعة محاور رئيسة، بدأنا بفاعلية روح ثم فاعلية عقل ثم فاعلية أسرة ثم فاعلية تشريع، النقلة النوعية الأخرى التي حققها البرنامج هي التقارير الميدانية التي تحكي لنا في كل حلقة عن طريق شخصيتها المميزة من معدي التقارير وطرح قصة من المجتمع، او ظاهرة من الواقع تتداخل وتتقاطع مع موضوع الحلقة. هذه اليوميات المثيرة والمغايرة التي يتحدث عنها من خلال البرنامج اضافت كثيرا من التميز لهذا الموسم، ومعد التقارير الميدانية هو العين المستكشفة والراصدة التي ترصد وتحكي معنا طوال الشهر من ارض الواقع بحلوة ومرة. النقلة النوعية المهمة كذلك لهذا العام هي أن البرنامج حاول أن يكون أكثر فاعلية من ذي قبل، وانتقل في تطبيق مفهوم الفاعلية الى مستوى الممارسة العملية الملموسة، فقد انتخب فريق البرنامج في هذا الشهر اربعة من المشروعات الحضارية والقيمية المهمة وقدم لها دعما اعلاميا ودعما ماديا رمزيا هو بقيمته المعنوية اكبر واهم من قيمته المادية، فقد زار فريق البرنامج برفقة الشيخ سلمان العودة جمعية اصدقاء حدائق جدة وجمعية مراكز الاحياء بجدة وجمعية زمزم للخدمات الطبية التطوعية وجمعية الاحسان بمكة المكرمة، وقد قدمنا هذا الدعم بمباركة من مجموعة mbc الاعلامية وبرعاية من الشريك الحصري للبرنامج شركة محمد عبدالعزيز الراجحي للصناعة القابضة. "ثقافة اليوم" التقت بفضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة - المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" الذي قال: البرنامج في عامه الخامس على التوالي والتفاعل كل سنة افضل من قبلها، حيث لاحظنا ان البرنامج يحدث تراكما في نوعية المتابعين واتساع دائرتهم في انحاء العالم الاسلامي، وربما الاتصالات الهاتفية هي احد النماذج، وكذلك المشاركات الالكترونية، ورسائل الجوال، فنحن نرصد ردود الافعال الايجابية، وايضا الملاحظة والنقد والاقتراحات التي نتلقاها من الاخوة، حيث يهمنا هنا مخاطبة شريحة عريضة من الكبار والشباب المراهقين والاولاد والبنات ومن داخل المملكة وخارجها، ومن انحاء العالم الاسلامي. وحول عنوان هذا العام للبرنامج قال طبعا فعنوان هذا العام يدعو الى الفعالية، واعتمدت التقارير ووضع لها ورشة عمل جهزت بثلاثين تقريرا كل حلقة تقرير وهذا التقرير من دول مختلفة خليجية وعربية وبعض هذه التقارير عبر عن خطة جديدة اعتمدها البرنامج، وهي خطة التواصل مع العمل الخيري، وقد عملنا خمس تقارير تعادل 20% من التقارير وهي عبارة عن تغطيات لبعض المؤسسات الخيرية والجمعيات الخيرية، وقام المشروع بدعم هذه الجمعيات بدعم مادي ومعنوي، ولدينا قائمة طويلة من هذه الجمعيات. وحول الرسالة التي وجهها فضيلته لايمن الظواهري قال: نعم وجهت رسالة لايمن الظواهري بمناسبة مرور ثماني سنوات على احداث سبتمبر، وذكرت فيها انه يقول انه ليس بعالم، فما معنى اذن ان يتكلم في اخطر القضايا العالمية التي تتطلب علماء مثل قضايا الدماء والتكفير والعدوان، واشرت الى ان العالم الغربي استطاع ان يتحصن ضد الاعمال الارهابية، لكن البلاد الاسلامية بسبب هشاشة اوضاعها الامنية واستعداد الناس احيانا لسماع الصوت الذي يناديهم باسم التدين وطبيعة الثقافة السائدة والشعور بالاحباط كل ذلك يجعل بلاد العالم الاسلامي هي الخاسر في مثل هذه الدعوات، ومثل هذه الحركات، واشرنا الى عملية المراجعة، وان كثيرا من الجماعات راجعت طريقها في مصر، وايضا زملاؤه في العمل ورفاق دربه اعلنوا تراجعهم عن هذا الطريق، وهذا يعني فشل المشروع الفكري والسياسي والعسكري عنده، وهو ايضا كان ينتقد جماعات كانت تصر على طريقها، وقد كتب كتابا عنهم والاولى به مراجعة هذا الموقف وان يكون شجاعا مع نفسه. وحول الدعاء على الكفار في المنابر والخطب، أكد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة: أنه لم ينه عن الدعاء على إسرائيل وحلفائها كما زعمت بعض المواقع على الإنترنت، مشيرًا إلى أن ما أُثير حول عدم الدعاء على عموم الكفار، لا يشمل الظالمين، المحتلِّين، المعتدين، وما من شك أن الصهاينة يقعون في دائرة الظالمين المعتدين. وقال الشيخ سلمان في حلقة أمس الثلاثاء من برنامج "حجر الزاوية"، الذي يُبَثُّ على فضائية mbc، التي جاءت تحت عنوان "الأُخُوَّة": نحن لم ننْهَ عن الدعاء على إسرائيل وعلى حلفاء إسرائيل، وإنما ذكرنا الدعاء على الكفار كلهم دفعة واحدة وجملة واحدة بالهلاك، وأن يستأصلَ اللهُ نسلَهم؛ وأن هذا خلاف الشريعة، وخلاف سنة الله الكونية أنهم باقون، حتى ربنا سبحانه يقول: "هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ". وأضاف فضيلته أن هذا دليل على أن الأديان الأخرى موجودة، لكن الإسلام يظهر عليها، كما هو دليل على بقائها إلى قيام الساعة، وهذا لا يشمل الظالمين والمحتلِّين والمعتدِين، فقد نصصنا على أن الدعاء عليهم مشروع، وما تركنا مجالًا للاجتهاد، وقد دعا الأنبياء، ودعا الصحابة، كما دعا عمر - رضي الله عنه - على الظلمة والمعتدين من أهل الكتاب. وأردف الدكتور العودة: إن أحد الإخوة أجرى بحثًا على موقع جوجل، ووجد أنه أكثر من ستمائة نتيجة، وكلها نشرت هذا الكلام الذي قلناه على أنه نحن ننهى عن الدعاء على إسرائيل وعلى حلفاء إسرائيل، وواحد رافع يديه على سبيل الطُّرفة يقول اللهم اهد إسرائيل إلى مفاوضات السلام! وتابع فضيلته: أطلب من الإخوة وهم صائمون لله أن تصوم أيضًا ألسنتهم وأفواههم عن تقويل الناس ما لم يقولوا، أو عن تناقل سوء الفهم، فالكلام هو عن الدعاء على عموم الكفار، وليس على الظالمين والمحتلين والمعتدين. واختتم الشيخ سلمان العودة: بان برامج "حجر الزاوية" مازال يستقطب عددا من الجمهور على مختلف الشرائح والجنسيات، وقال: هم يعتبرون هذا البرنامج منبراً لهم لابداء رأيهم وتصحيح أفكارهم.