العنوان جزء من آية كريمة من سورة الكهف , تسرد قصة النبي موسى عليه السلام والعبد الصالح , وهى معروفة . وفى الماضي كان من شروط من يستولي على السفن أن يكون قويّا نفوذاً وعدداً. وتكون الضحية – عادة - ضعيفة واهنة ( لمساكين يعملون فى البحر ) - سورة الكهف . أما القراصنة " المودرن " فنجدهم كما وصفتهم مراسلة البي بي سي , مراهقين , ( ليس بينهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا , ويتغلب نفوذاً وعدداً ) . صحيح أن لديهم وسائل اتصال عالية التقنية , وقنابل الدفع الصاروخي . آر بى جى , لكنهم يستولون على " بوارج " بمدافع حربية وزوارق طوربيد , وأعداد مدربة من الحراسة . القرصان.. ذلك الرجل المغامر الذي يركب البحر؛ ويبحث عن السفن المحملة بالبضائع حتى يسطو عليها، ويسرق ما بها، ويقتل من يقف في طريقه . ورأينا الشكل الكلاسيكي للقرصان البحري بزيه المميز؛ وغطاء رأسه الذي يَشتهر به منذ أقدم العصور, وإحدى عينيه مغطاة . والقرصنة أُطلقت على عدة أنواع من النهب , وربما تحذر منها بيوت المال وهي أكثر شراسة وقد تفتك بثروات الدول دون أن يطلقوا رصاصة واحدة، ودون أن يريقوا قطرة دم، بل ودون أن يقوموا من مقامهم، هؤلاء هم القراصنة الجدد.. قراصنة الكمبيوتر. والقرصنة البحرية كانت من دواعي قلق التجار أمس، الذين كانت سفنهم تتعرض في الماضي إما للغرق وإما لمخاطر القراصنة؛ فإن قراصنة البحار ما زالوا – على أي حال - من أسباب أرق الكثير من الدول، خاصة حول القرن الأفريقي ذي السواحل البحرية الممتدة، وعلى الطريقة الحديثة بدأت الدول هناك تتعاون من أجل مواجهة ذلك الخطر القديم والمستمر حتى الآن. و تاريخ القرصنة البحرية يرجع إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة. هكذا ترجح بعض الروايات، ويبدو أن كلمة قرصان قد استخدمت في عام 140 قبل الميلاد. وقرصنة الاتصالات والابتزاز بالصور أصبحت تؤرّق المجتمعات , ومهما كان المرء ذكياً فهناك دائماً أذكى منه وقد يستطيعون إفشاء الأمور، وعندئذ ربما تكون العاقبة وخيمة.