تشارك المملكة العربية السعودية دول العالم اليوم العالمي للامتناع عن التبغ، والذي يوافق اليوم السبت 31مايو من كل عام ومواصلة جهودها التي بدأتها منذ سنوات طويلة في مكافحة التدخين وحماية مواطنيها والمقيمين بها من اضراره ومخاطره. وتتعدد جهود المملكة في مجال مكافحة التبغ على اكثر من مستوى، بما يتناسب مع ضخامة الخسائر البشرية والاقتصادية الناجمة عن انتشار آفة التبغ بين جميع شرائح المجتمع وقد بادر ولاة الأمر في المملكة الى تفعيل هذه الجهود بصدور القرار السامي بمنع التدخين في الدوائر الحكومية ومنع نشر الإعلانات عن منتجات التبغ في الصحف ووسائل الإعلام المحلية والتوجيه بضرورة وضع لافتة تحمل عبارة ممنوع التدخين في جميع مكاتب الوزارات والمصالح الحكومية والمؤسسات العامة، ورفع الرسوم الجمركية على منتجات التبغ، وتوجت هذه الجهود بإعلان مدينتي مكةالمكرمة والمدينة المنورة خاليتين من التبغ وهو الأمر الذي حظي بتقدير دولي كبير واستمراراً لهذه الجهود تبنت وزارة الصحة بحكم اختصاصها ومسؤوليتها عن الصحة العامة عدداً كبيراً من البرامج الهادفة لمكافحة التبغ، وأنشأت عشرات العيادات المتخصصة في تقديم المساعدة للإقلاع عن التدخين في مختلف مناطق ومحافظات ومدن المملكة وجهزتها بكافة الإمكانات الفنية والكوادر المؤهلة. ونجح برنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة في الحد من انتشار منتجات التبغ وحماية الأجيال الشابة من الوقوع في براثن التدخين من خلال الاستفادة من التطور التقني الكبير في مجال الاتصال والسلوك، وتنمية الوعي الصحي بمكامن الخطورة التي يسببها التدخين وذلك عبر عدد كبير من الفعاليات والأنشطة بالتعاون مع قطاعات حكومية وأهلية ومؤسسات تعليمية والأندية الرياضية وحرص برنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة على استثمار جميع المناسبات في التوعية بأضرار التدخين على اوسع نطاق من خلال المهرجانات الصيفية والملتقيات الشبابية والمعارض الطبية بالإضافة الى القيام بحملات وقوافل توعوية، تتضمن المعارض والعيادات المتنقلة، وتوزيع عدد كبير من المطبوعات التوعوية. وتتجلى جهود وزارة الصحة ممثلة في برنامج مكافحة التدخين خلال موسم الحج وشهر رمضان المبارك في الاستفادة من اقوال علماء المملكة في بيان دلائل تحريم التدخين من الناحية الشرعية وترسيخ رفض المجتمع لهذه الظاهرة البغيضة التي تتنافى وتعاليم الإسلام في الحفاظ على نعمة الصحة والمال وعدم الإضرار بالنفس او الغير. واستمرار لجهود الوزارة في الاستثمار الأمثل للمناسبات الدولية في مجال مكافحة التدخين، تحرص على المشاركة الفاعلة في الاحتفاء باليوم العالمي للامتناع عن التدخين وذلك عبر طباعة الكتيبات وإقامة الندوات التوعوية في جميع مناطق المملكة وتنظيم عدد من المعارض العلمية بالمدارس والجامعات، ورصد حجم النمو او التراجع في انتشار آفة التدخين وتحديد الشرائح الاجتماعية الأكبر استهلاكاً لمنتجات التبغ. من خلال اجراء الدراسات والمسوحات الميدانية ومن ابرزها المسح العالمي لاستخدام التبغ بين الشباب بالمملكة، والذي تعرض لأبرز العوامل المؤثرة في تعاطي الشباب للتبغ من حيث توفره وفرص الحصول عليه وأسعاره والتعرض للتدخين بالإكراه "القسري" وجهود الإقلاع عن التدخين ودور المناهج الدراسية في حماية الشباب من خطر تعاطي منتجات التبغ، كذلك قياس اثر الدعاية عن هذه المنتجات بين الشباب ومدى استجابتهم لها وتمثل هذه المحددات ركيزة هامة ونواة لبرنامج شامل لمكافحة التدخين على اسس علمية صحيحة.